الأشغال اليدوية البديعة في إسطنبول

ADVERTISEMENT

وفّرت الخصائص المناخية والجغرافية لسكان إسطنبول على مر القرون العوامل التي مكنتهم من بناء حضارةٍ ثقافيةٍ فريدةٍ، كما اندمجت على أرض إسطنبول العديد من الحضارات المختلفة التي جعلت لها تراثًا ثقافيًا لا يمكن العثور عليه في أي مكان آخر من العالم. اليوم، تظهر تقاليد أحدث حيث يجمع الشعب التركي بين الماضي والحاضر باستخدام إبداعهم وخيالهم.

عرض النقاط الرئيسية

  • وفّرت إسطنبول عبر تاريخها الطويل بيئة مناخية وجغرافية مثالية ساعدت على نشوء حضارة ثقافية غنية ومتفردة.
  • ساهم تنوع الحضارات التي استقرت في إسطنبول في تشكيل تراث ثقافي لا مثيل له في العالم.
  • تشتهر المدينة حالياً بانتشار المتاجر الحرفية التي تعرض وتُعلّم الزوار الحرف التركية التقليدية.
  • ADVERTISEMENT
  • يُعد السيراميك والخزف من أبرز الفنون التركية التقليدية، ويقوم بصناعتها في إسطنبول "الأسطى"، وهو الحرفي المتقن.
  • يعود تاريخ صناعة الخزف في تركيا إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وما تزال تقنياته تُمارس حتى اليوم.
  • الخزف الفني، المصنوع من الطين المحلي، يُستخدم اليوم لأغراض الزينة والمنافع اليومية، ويحظى بمكانة في الثقافة الشعبية.
  • يُعتبر فن الفسيفساء جزءًا أصيلًا من الطراز الفني التركي ويُعرض في أشهر معالم إسطنبول مثل جامع السلطان أحمد وقصر توبكابي.

في الوقت الحاضر، توجد متاجر حرفية في كل شارع آخر تقريبًا عبر إسطنبول، والسكان المحليون مستعدون دائمًا لتعليمك الحرف اليدوية التقليدية الجميلة. من التطريز التركي إلى أعمال الخزف والثريّا، هناك الكثير من الحرف اليدوية التركية التي ستجذب انتباهك. فيما يلي قائمة بأشهر الفنون والحرف التركية التي قد ترغب في معرفتها قبل زيارة إسطنبول.

السيراميك والفخار والخزف

صورة من wikimedia

ُطلَق الكلمة التركية seramik المتطابقة صوتيًا مع كلمة  السيراميك على مادة يتم إنتاجها عن طريق تسخين مادة صلبة غير معدنية يتم تشكيلها بأشكال مختلفة "على سبيل المثال مزهرية أو وعاء". هذه المادة الصلبة المتحملة للحرارة تصلح للاستخدام اليومي بقدر ما تصلح للزينة لأنها جذابة للعين. الأمثلة الشائعة للسيراميك هي الأواني الفخارية والخزف والفسيفساء، وكل منها تجد له من يتقن صناعتها في شوارع إسطنبول ويُطلَق عليه "الأُسطى"، وهو المصطلح المستخدم للإشارة إلى سيد الحرفة.

ADVERTISEMENT

إسطنبول والحرف اليدوية بين الماضي والحاضر

عندما نتطرق بالحديث عن سكان الماضي، من المهم تسليط الضوء على أن العلماء يعتقدون أن صناعة الخزف قد انتقلت إلى تركيا عن طريق بلاد ما بين النهرين بحلول الألفية الرابعة قبل الميلاد، ويُعتقد أن عجلة الخزاف قد دخلت حيز الاستخدام وانتشر استخدامها من هذه الأراضي إلى جميع أنحاء أوراسيا تقريبًا وإلى جزءٍ كبيرٍ من إفريقيا، بينما لا تزال صناعة الخزف تحتل مكانًا في الثقافة التركية المعاصرة اليوم، ستجد أمثلة على الأواني والخزف والتماثيل السيراميكية الأخرى في جميع أنحاء البلاد، ويتم تصنيفها وفقًا لنوعها، مثل الفخار الفني والخزف "الصيني".

الفخار الفني

ترجع صناعة الفخار في إسطنبول لعدة قرون، وكانت بمثابة مصدر دخل للسكان المحليين. نظرًا لأنه من غير الممكن إنتاج فخار عالي الجودة باستخدام نوع واحد فقط من الطين – لأانه سيتفكك أثناء التصنيع - ، لذا يتم استخدام عجينة حمراء خاصة تأخذ لونها من التربة المحلية، وتجعل الأواني الفخارية قوية بشكل غير عادي.

ADVERTISEMENT

أصبح الفخار الفني، بما في ذلك أدوات المائدة والتحف الفخارية وغيرها من القطع الأثرية الآن مجرد عناصر زخرفية ونفعية لا غنى عنها في المنازل التركية في إسطنبول، ويرحب العديد من أصحاب تلك الحرف بالزوار ليروا كيفية إنتاج هذه القطع الفنية التي لا مثيل لها. يدرس علم الآثار أيضًا عن كثب بقايا الآثار الفخارية في الماضي لفهم ثقافات وتقنيات وسلوكيات أسلاف الأتراك بشكل أفضل. عُرض الفخار المزخرف بشكل عام على الجدران، وأصبح رصيدًا ثقافيًا أساسيًا للعثمانيين بحلول القرنين السادس عشر والسابع عشر. ومع ذلك، يعود تاريخهم إلى القرن العاشر الميلادي (955 م) ومن المعروف أنه ازدهر في عهد السلاجقة الأتراك.

السيراميك "الخزف" أو الفسيفساء

صورة من wikimedia

أصبحت صناعة الفسيفساء أو السيراميك أو الأشغال الخزفية جزءًا لا غنى عنه من الفن والثقافة التركية مع توفره في جميع أنحاء إسطنبول، كما أنه هناك أيضًا مدينة "كوتاهيا" في أقصى شرق منطقة بحر إيجة تشتهر بالخزف الذي كان جزءًا مهمًا من ثقافة المدينة منذ القرن الرابع عشر. في مقاطعة كوتاهيا، يوجد متحف الفسيفساء (تشيني موزيسي) بجوار المسجد الكبير (أولو كامي) الذي يعرض بعضًا من أفضل الأمثلة على خزف كوتاهيا. يمكن أيضًا رؤية أمثلة رائعة للفسيفساء في متحف بيرا، وكلاهما يقع في إسطنبول.

ADVERTISEMENT

ومن أسهر معال الفسيفساء في إسطنبول مسجد السلطان أحمد في وقصر توبكابي المجاور اللذان يعتبران من  المباني البارزة في فن الفسيفساء ، حيث تم استخدام الفسيفساء على نطاق واسع كزخرفة للحوائط،  ويعرض مسجد السلطان أحمد وحده أكثر من 20 ألف قطعة من الفسيفساء على جدرانه، ولهذا السبب يُعرف المسجد أيضًا باسم «المسجد الأزرق». تمت إضافة الحرفية التقليدية لصنع الفسيفساء إلى القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو عام 2016، مما جعل الحرفيين والحرف المحلية تحظى بتقدير دولي!

يُعرف الفسيفساء بالتركية باسم "تشينيسي"، وهو عبارة عن خزف مزخرف للغاية. تتميز بزخارف النباتات والحيوانات والأشكال والأنماط الهندسية الأخرى. الفسيفساء الملون في الغالب باللونين الأزرق والأحمر، بينما تستخدم بعض الأصناف الاستثنائية أيضًا اللون الأسود.

ADVERTISEMENT

إذا قمت بزيارة إسطنبول قريبًا فلا تنس أن تشتري تذكاراً من تلك الأعمال اليدوية المميزة التي تحكي قصص من الماضي بصبغة الحاضر.

أكثر المقالات

toTop