لماذا تجذب رؤية دبي الصحية المواهب والشركات العالمية؟

سواءً كنتَ مقيمًا أو صاحب عمل أو مستثمرًا، فإن تركيز دبي على الصحة ومستوى المعيشة يوفر فرصًا ملهمة بقدر طموحاتها. ولطالما وضعت الإمارة معايير عالمية جديدة للصحة والإنتاجية والابتكار، محوّلةً نفسها إلى مركز عالمي للرفاهية. ومن خلال مبادرات مثل تحدي دبي للياقة البدنية، والتخطيط الحضري الملائم للمشاة، وبرامج العافية المتقدمة، تُعيد المدينة تعريف مفهوم العيش الجيد. فمن منتجعات التأمل الذهني إلى العلاجات المبتكرة، تتوفر جميعها بسهولة، مُلبّيةً احتياجات متنوعة. وينجذب رواد الأعمال والمستثمرون وأصحاب المواهب المتميزة إلى منظومة الصحة في دبي، إدراكًا منهم أن القوى العاملة الصحية هي قوة منتجة ومبتكرة.

مبادرات استراتيجية للصحة والعافية في دبي

مع سوق مزدهر يشمل مراكز اللياقة البدنية، ومنتجعات السبا، والتغذية العضوية، وسياحة العافية، رسّخت المدينة مكانتها كمركز عالمي للعافية. وقد عززت خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، والعقارات الموجهة نحو العافية، والمبادرات الحكومية التي تركز على العافية، مثل تحدي دبي للياقة البدنية 30x30، هذا النمو. وبفضل سكانها الأثرياء الذين يقدرون الرعاية الذاتية والبنية التحتية عالمية المستوى، تُعد دبي وجهةً مثاليةً للباحثين عن العافية والشركات. وتماشيًا مع رؤيتها لمدينة أكثر صحة، تهدف الخطة الرئيسية لممشى دبي، التي وافق عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى إنشاء مدينة صديقة للمشاة بحلول عام 2040. وتشمل الخطة 6500 كيلومتر من ممرات المشاة والمساحات الخضراء والمناطق المظللة وأنظمة التحكم الذكي في المناخ، مما يعزز إمكانية الوصول والسلامة والتواصل في إطار مفهوم "مدينة 20 دقيقة". ويشجع تحدي دبي للياقة البدنية، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2017، على ممارسة 30 دقيقة من التمارين الرياضية اليومية لمدة 30 يومًا.

كيف تُسهم مبادرات دبي للصحة واللياقة البدنية، القائمة على السياسات، في بناء مدينة أكثر صحة؟

يُعيد تركيز دبي الاستراتيجي على جودة المعيشة تعريفها كمركز عالمي للصحة واللياقة. تُشير آكانكشا تانغري، مؤسسة "ري: سيت" والحاصلة على جائزة "30 تحت 30" من مجلة فوربس الشرق الأوسط، إلى أن "مبادرات مثل تحدي دبي للياقة البدنية، ومسيرة دبي، وسباق دبي للجري، بقيادة ولي العهد، قد حوّلت المدينة إلى مركز صحي. وإلى جانب الصحة البدنية، يعكس برنامج دعم الصحة النفسية، الذي تبلغ تكلفته 105 ملايين دولار، التزام القيادة ببناء مدينة أكثر صحة وسعادة". وأضافت مكانيل: "يُعزز صانعو السياسات في دبي الابتكار في مجال الصحة الرقمية من خلال مبادرات مثل استراتيجية دبي الصحية 2021 والمناطق الحرة مثل مدينة دبي الطبية، مما يُعزز التكامل التقني السلس والتعاون الرئيسي لتوسيع نطاق منصات مثلنا. وقد تلقينا دعمًا كبيرًا من مبادرات مثل "جمعية دبي ميتافيرس" التي أطلقها الشيخ حمدان، ومن رواد أعمال بارزين".

تحسين جودة الحياة

توفر سهولة العيش في دبي سهولة الوصول إلى مرافق اللياقة البدنية والمساحات الخضراء وبرامج العافية. وأشار مكانيل إلى أن "رؤية دبي لتكون واحدة من أكثر مدن العالم صحةً تمنحنا الثقة بإمكانياتها كقاعدة طويلة الأمد للابتكار والنمو والتأثير. وتُعد هذه الديناميكية حاسمة للاحتفاظ بالمواهب على المدى الطويل، لا سيما في قطاعات مثل الرعاية الصحية، حيث تُعدّ الرفاهية والتوازن بين العمل والحياة أمرًا بالغ الأهمية". بالنسبة للمقيمين، يعني هذا جودة حياة أفضل؛ وبالنسبة للشركات، قوة عاملة أكثر صحة وتحفيزًا.

استقطاب المواهب العالمية

في حين يُولي المهنيون الأولوية للمدن التي تُعزز النمو الوظيفي وأنماط الحياة المتوازنة، تتميز دبي بنهجها الشامل للصحة النفسية والجسدية. وأضاف تانغري: "نعمل بشكل وثيق لتوفير برامج رفاهية متعددة اللغات مُصممة خصيصًا للعمال المهاجرين في الإمارات العربية المتحدة، الذين يلعبون دورًا حيويًا في تنمية المدينة، ولكن غالبًا ما يتم تجاهلهم في مبادرات رفاهية الشركات التقليدية. تُلبي برامجنا متعددة اللغات للرفاهية احتياجات الجميع - من الرؤساء التنفيذيين إلى العمال المهاجرين - مما يضمن الوصول العادل إلى الرعاية الصحية النفسية". أوضح مكانييل قائلاً: "ساهم التركيز على الصحة النفسية في نمو برنامجنا "هل أنت بخير؟"، بينما يدعم التركيز على اللياقة البدنية حملة "ازدهار". كما ساهمت سمعة دبي كمركز عالمي للرعاية الصحية في تشكيل مبادرة MedXالخاصة بنا، مما يُسهّل السياحة الطبية الدولية بسلاسة. بالإضافة إلى ذلك، يُلبي برنامجنا "مقدمو الرعاية الملائكة" احتياجات الرعاية الصحية للآباء المسنين في الهند للمغتربين الهنود في دبي، مما يُظهر التزامنا بتوفير رعاية شاملة عبر الحدود."

خيارات صحية متنوعة

تتجاوز منظومة الصحة والعافية في دبي حدود اللياقة البدنية، حيث توفر مراكز عالمية المستوى، وبرامج صحية شاملة، وعلاجات بديلة مصممة خصيصًا لأنماط الحياة المتنوعة. وأكدت تانغري: "عندما يُقدم دعم كافٍ وفعال واستباقي للصحة النفسية والرفاهية، فإنه يُسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين الإنتاجية، وزيادة مستويات السعادة المجتمعية، وتعزيز التماسك المجتمعي. ويمكن أن يؤثر تحسين مؤشرات الصحة النفسية إيجابًا على نتائج الصحة البدنية. وغالبًا ما ترتبط مشاكل مثل داء السكري والتوتر وأمراض القلب بالصحة النفسية، ويمكن أن يكون لمعالجة الصحة النفسية تأثير متسلسل على مؤشرات الصحة البدنية". يُعزز هذا التنوع جاذبية المدينة، إذ يُقدم خيارات تناسب الجميع - سواءً كانوا من السكان المهتمين بالصحة أو مسافري الأعمال الباحثين عن تجديد شبابهم.

الأثر الأوسع

يتجاوز الأثر الأوسع لمبادرات دبي في مجال الصحة والعافية مجرد رفاهية الأفراد. فهذه الجهود تُحفّز نموًا اقتصاديًا كبيرًا من خلال خلق صناعات جديدة، وتوفير فرص عمل، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للمدينة. وتقود شركات ناشئة بارزة، مثل ShopDoc، الابتكار من خلال بطاقة دفع عالمية للسياحة العلاجية والعافية، وأدوات أشعة تعتمد على الذكاء الاصطناعي مع TCS، وأول فحص نظر رقمي في العالم مع شركة Digiteyez. وأضاف مكانيل أن ShopDoc تخطط لاستثمار 50 مليون دولار أمريكي لإنشاء منظومة متكاملة للسياحة العلاجية والعافية تربط دبي بمنطقة مالابار-مانغالور، الواقعة على حدود ولايتي كيرالا وكارناتاكا في جنوب الهند. وتتمثل الفكرة في الجمع بين الممارسات الطبية التقليدية العريقة في كيرالا والمرافق الحديثة والمتطورة في دولة الإمارات العربية المتحدة.