هل سئمت الهواتف العادية؟ لنتعرف على مستقبل أجهزة الاتصال حول العالم

أجهزة الاتصال تطورت بشكل متسارع في الأونة الأخيرة، أجهزة الهاتف المتعارف عليها حاليًا، أصبحت قديمة بالنسبة للتكنولوجيا الحالية التي يتم العمل عليها في الكثير من البلاد. وبدل أن يصبح الهاتف الذكي مجرد وسيلة للاتصال والتسلية أصبح وسيلة أساسية وتدخل في كل وظائف الحياة تقريبًا، سواء الصحة أو العمل أو الاتصال أو الترفيه. ومع زيادة احتياج البشر للهاتف زاد التطور، لنصل أخيرًا إلى تكنولوجيا مثل الجيل الخامس، التي تم اطلاقها مؤخرًا، بل وبدأت شركات الاتصال بالفعل في العمل على تكنولوجيا الجيل السادس من الاتصال.

هذا التطور السريع جعل مستقبل أجهزة الاتصال مختلف تمامًا عن ما نعيشه وما نراه الآن، حيث بدأت شركات مثل ميتا - Meta والتي تملك منصات مثل فيسبوك وواتسأب  وانستقرام بعمل أجهزة للواقع الافتراضي، بل تعمل هذه الشركة الآن على عمل عالم متكامل من الواقع الافتراضي، وبدل أن يتكلم البشر مع بعضهم عن طريق الشاشات يمكنهم أن يشاهدوا بعضهم البعض بصورة ثلاثية الأبعاد عن طريق اجهزة اتصال متخصصة. في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن مستقبل أجهزة الاتصال في العالم.

تأثير تقنية الجيل الخامس على أجهزة الاتصال

دعونا نفهم في البداية ما هي تقنية الجيل الخامس، تقنية الجيل الخامس مرحلة متطورة من وسائل الاتصال توفر سرعات عالية جدًا في كل ما يخص تقنية الاتصال من جهاز لجهاز أخر، وهي المرحلة المتطورة من تقنيات الجيل الثالث والرابع. ومن أهم المميزات التي تقدمها تقنية الجيل الخامس للاتصال هي زيادة سرعة الإنترنت في تحميل البيانات لتصل إلى عدة جيجات في الثانية الواحدة، فمثلًا لو أراد أحدهم تحميل لعبة مكونة من 10 جيجات يمكن أن يتم تحميل هذه المساحة من البيانات في ثلاث أو أربع ثواني فقط.

بعكس تقنية الجيل الرابع التي تسمح بتحميل عدة ميجات لكل ثانية واحدة وهو رقم لا يقارن بسرعة تقنية الجيل الخام، أيضًا تقنية الجيل الخامس من الاتصال تدعم سعة أعلى في ضخ البيانات لعدة أجهزة، حيث يستطيع جهاز أرسال الاتصال المزود بتقنية الجيل الخامس لتغطية عدد أكبر من الأجهزة المحيطة به بسرعات عالية جدًا، وهذا يساهم في تحسين سرعة وكفاءة الشبكات، خصوصًا في الشركات التي تحتاج إلى هذا النوع من الاتصال.

هل أجهزة الهاتف العادية تدعم تقنية الجيل الخامس؟

بالطبع لا، فهذه التقنية حديثة جدًا، وبالتالي فهي تحتاج إلى اجهزة تواكب هذه التقنية، وهذا هو مستقبل أجهزة الاتصال الحالية، حيث تغيرت خريطة أجهزة الهاتف الذكي بدل أن تدعم تقنية الجيل الرابع أصبحت الاجهزة المتقدمة تدعم تقنية الجيل الخامس. وهذا أيضًا ينطبق على أجهزة البث الهوائي للشبكات المنزلية، أو الشبكات العامة، حيث أصبحت الأجهزة القديمة والتي تدعم تقنية الجيل الرابع، لا يمكنها بث الاتصال عن طريق تقنية الجيل الخامس، لأنها غير مخصصة لهذه التكنولوجيا الحديثة، والتي تدعم الكثير من الميزات التالية:

تحسين سرعات الإنترنت المتنقلة

أجهزة الاتصال العادية والتي تدعم تقنيات الاتصال من الجيل الثالث والرابع، تجد بعض الصعوبة أحيانًا في الاتصال بشبكة الإنترنت، ولذلك ويظهر هذا العيب كثيرًا في المناطق النائية، حيث يستحيل أن تلتقط شبكة الجيل الثالث تواصل جيد مع الإنترنت، وتعاني شبكات الاتصال الجيل الرابع أيضًا، أما بالنسبة لأجهزة الاتصال الحديثة التي تمتلك تقنية الجيل الخامس، فهي تتميز بقوة التقاط شبكة الإنترنت في أي مكان، مع الحصول على سرعات تحميل تصل إلى عدة جيجات في الثانية الواحدة.

تحمل ضغط أكبر في الشبكات الصغيرة

أجهزة البث الحديثة التي تدعم تقنيات مثل الجيل الخامس، أصبحت قادرة على تحمل ضغط أجهزة أكبر، مثال على ذلك، إذا كانت لديك شركة وتمتلك فيها 20 جهاز حاسوب موصل بالإنترنت بالإضافة إلى 20 جهاز هاتف ذكي موصل بالإنترنت فإن تقنية الجيل الخامس تسمح لجميع هذه الأجهزة بالعمل معًا وتحميل الملفات والتصفح معًا دون التأثير على سرعة الإنترنت، وهذا يجعل العمل في الشركات أسرع وأكثر إنتاجية.

أمان أكثر

مستوى الأمان التي تدعمه أجهزة الاتصال الحديثة أصبحت كبيرة جدًا، وذلك بسبب التقنيات الحديثة المستخدمة ومستوى التشفير العالي لبرمجة هذه الأجهزة، حيث تتنافس الشركات حاليًا على فكرة الهواتف الذكية الأكثر أمان، فمثلًا شركة مثل APPLE تستخدم هذه النقطة بصورة مركزة لتسويق منتجاتها، حيث من الصعب جدًا أن يخترق أحدهم جهاز من منتجات APPLE وذلك رفع مستوى التحدي في بقية الشركات العملاقة مثل سامسونج وشاومي وبقية الشركات المنتجة للهواتف الذكية وأجهزة الاتصال.

أجهزة الاتصال بالواقع الافتراضي

مستوى التطور في أجهزة الاتصال حاليًا وصل أن يكون هناك أجهزة متخصصة لأن يعيش البشر واقع افتراضي وكأنه حقيقي بالفعل، وأكبر مثال على ذلك هو أجهزة شركة ميتا الجديدة التي تعمل على أن يعيش الأشخاص تجربة تواصل عن بعد تشبه الحقيقة، وذلك من خلال نظارات الواقع الافتراضي ثلاثية الأبعاد، وحساسات الأيدي والأقدام، والتي صممت حتى يشعر الأشخاص الذين يتواصلون معه بعض البعض عن بعد انهم قادرين على اللمس والشعور ببعضهم البعض.

تطور تصميمات أجهزة الاتصال الحديثة

كان وزن الهواتف الذكية في بداية الألفية الحالية يمكن أن يصل إلى 300 جرام أو أكثر، وبالطبع هذا وزن ثقيل، بجانب كبر حجم التصميمات وتطور الأمر لأن تصل أجهزة الهاتف الحالية تعمل عن طريق الشاشات باللمس مباشرة، وهذا وفر الكثير من الحداثة على التصاميم، ولكن تلك ليست النهاية، بل الآن ظهرت تصميمات أكثر حداثة مثل أجهزة سامسونج التي يتم تطبيقها لتصبح صغيرة ثم يتم فردها لتصبح في حجم يصل ل 6 أو 7 انش، أيضًا نفس الشيء ينطبق على تصميمات اللاب توب التي تم تغير لوحة المفاتيح فيها إلى شاشة يتم ثنيها لتتحول إلى لوحة مفاتيح أو يتم فردها لتصبح شاشة متكاملة عملاقة، الابتكار في تصميم الأجهزة لن يتوقف، وسنظل ننبهر بصورة يومية.

هناك ثورة حالية في عالم تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الاتصال عمومًا، سواء فيما يخص عملية الاتصال نفسها، مثل تقنيات 5G أو فيما يخص أجهزة الاتصال أيضًا من حيث القدرة على التواصل والتصميم المبهر، أو حتى على مستوى الأمان والحفاظ على المعلومات الشخصية، فالآن يعيش العالم ثورة حقيقية في عالم تكنولوجيا المعلومات وأجهزة الاتصال، لذلك علينا أن نواكب هذا التطور السريع.