دليل النجاح - كيف تكتشف شغفك؟

يُعدّ اكتشاف الشغف حلمًا يراود الكثيرين، فهو مفتاح حياة مُرضية مليئة بالإنجاز والسعادة.

إنه رحلةً ذاتيةً مميزةً تُثري الحياة وتُضفي عليها معنىً عميقًا. فهو ذلك الشعور القوي الذي يدفعك نحو هدفٍ مُعينٍ، ويُحفّزك على بذل الجهد والتضحية من أجله.

لكن كيف نُحدد ما يُثير حماسنا ويُحفز طاقاتنا؟

في هذه المقالة، سنُسلط الضوء على خطوات عملية لاكتشاف شغفك، ونُقدم لك أدوات فعّالة تُساعدك على رحلتك.

ما هو الشغف؟

الشغف هو شعورٌ عميقٌ بالحبّ والاندفاع نحو شيء ما. هو ذلك النشاط الذي يُشعرك بالحيوية ويُنسيك الوقت، ويُحفزك على بذل أقصى جهدك دون كلل أو ملل.

لماذا اكتشاف الشغف مهم؟

يُضفي الشغف معنىً وغرضًا على حياتنا، ويُشعِرنا بالسعادة والإنجاز. وقد يصل بك فعلًا إلى حياة مرضية. فعندما نُمارس ما نُحبّه، نُصبح أكثر إبداعًا وإنتاجية، ممّا يُزيد من فرصنا في تحقيق النجاح. فيُساعدنا الشغف على الشعور بالرضا عن أنفسنا وقيمتنا، ويُعزز ثقتنا بنفسنا.

نتيجة لذلك كله يُصبح العمل عبئًا ثقيلًا عندما نُمارسه دون شغف، بينما يُصبح متعةً وتحديًا مُثيرًا عندما نُحبّ ما نفعله.

قبل أن نناقش الخطوات العملية، علينا أن ننبه لنصائح هامة:

1.لا تستسلم: قد تستغرق رحلة اكتشاف الشغف بعض الوقت، فلا تيأس إذا لم تجده فورًا.

2.ثق بحدسك: استمع إلى صوتك الداخلي، فهو سيُرشدك نحو ما يُناسبك.

3.لا تُقارن نفسك بالآخرين: مسار كلّ شخص فريدٌ من نوعه، فلا تُقارن نفسك بالآخرين.

خطوات لاكتشاف شغفك

التفكير والتأمل

خصص وقتًا للتفكير في الأمور التي تُثير اهتمامك، سواءً كانت هوايات أو أنشطةً أو مجالاتٍ معرفية. ما الذي يُثير فضولك ويُحفّزك على التعلّم؟

اِطرح الأسئلة: ما الذي يُثير حماسي؟ ما هي مهاراتي ومواهبي؟ ما الذي يُشعِرني بالسعادة والإنجاز؟ ما هي القضايا التي أُؤمن بها؟

استرجع ذكرياتك: تذكر الأنشطة التي استمتعت بها في طفولتك أو في أيّ مرحلة من مراحل حياتك. ما هي المواقف التي شعرت فيها بالحماس والإلهام؟ ما هي الإنجازات التي شعرت بالفخر بها؟

قوّم مهاراتك: حدد مهاراتك ومواهبك الفريدة، واِبحث عن مجالات تُتيح لك استغلالها.

الاستكشاف والتجربة

جرّب أشياء جديدة: لا تخشَ تجربة مجالات جديدة لم تُفكر بها من قبل. فقد تُفاجئ نفسك باكتشاف شغفٍ لم تكن تتوقعه.

تواصل مع أشخاص مُلهمين: تعرّف على أشخاص ناجحين في مجالات مختلفة، واستمع إلى تجاربهم. وليس لازمًا ان يكون هناك تواصلًا مباشرًا، ولكن يمكنك البحث عبر الانترنت مثلًا، عن قصص الناجحين، وصناع القرار.

اِقرأ عن مواضيع مُتنوعة: اِقرأ كتبًا ومقالات عن مجالات مختلفة لِتُوسّع آفاقك وتكتشف اهتمامات جديدة.

سافر واكتشف ثقافات جديدة: السفر يُتيح لك تجربة أنماط حياة جديدة واكتشاف إمكانياتك.

أو انخرط في أنشطة تطوعية: تطوّع في مجالٍ تهتم به، واكتشف كيف يمكنك المساهمة وإحداث فرقٍ إيجابي.

تقييم التجارب

حلّل وانتبه مشاعرك: بعد تجربة أيّ نشاط، سجّل مشاعرك وأفكارك. هل استمتعت به؟ هل شعرت بالحماس والإلهام؟ لاحظ ما الذي يُشعرك بالسعادة والرضا، وما الذي يُشعرك بالملل أو الإحباط.

حدد المجالات المُشتركة: لاحظ الأنماط والتكرارات في الأنشطة التي استمتعت بها.

تواصل مع شغفك: اِبدأ بممارسة الأنشطة التي تُثير شغفك بشكل منتظم.

أدوات فعّالة لاكتشاف الشغف

اختبارات تحديد الشغف: تُقدم بعض المواقع الإلكترونية اختبارات مجانية تُساعدك على تحديد مجالات اهتماماتك وشغفك.

الدورات التدريبية: تُقام العديد من الدورات التدريبية التي تُساعدك على اكتشاف مهاراتك ومواهبك.

المُرشدون المهنيون: يُمكن للمُرشدين المهنيين تقديم نصائح مُفيدة لاكتشاف شغفك وتحديد مسار حياتك المهنية.

هل اكتشاف الشغف رحلة مكلفة؟

اكتشاف شغفك ليس مهمةً سهلةً، لكنّه رحلةٌ تستحقّ العناء. اتّبع هذه الخطوات، وكن صبوراً ومثابراً، وستتمكن من إيجاد ما يُلهمك ويُضفي معنىً على حياتك.

لا يمكننا أن نقول أنها رحلة مكلفة في كل الأحوال، فعليك أن تنتبه لذلك، فإذا كنت مثلًا تعمل في عمل محدد لا تحبه، ولكنك تحتاج إلى دخله المادي، فعليك ألا تتركه بأي حال من الأحوال إلا عندما تستطيع تدبير دخل مماثل من شغفك.

على سبيل المثال؛ يمكنك تخصص وقتًا لاكتشاف الشغف بعد قيامك بالعمل الأساسي.

بعض العوامل التي قد تُؤثّر على تكلفة رحلتك:

الأنشطة التي تجرّبها: إذا قرّرت تجربة أنشطة جديدة ومكلفة، مثل السفر أو أخذ دروس باهظة الثمن، فقد تُصبح رحلتك أكثر تكلفة.

الموارد التي تستخدمها: إذا استعنت بخدمات مُتخصّصين، مثل مُستشارين مهنيين أو مُدرّبين شخصيين، فقد تُصبح رحلتك أكثر تكلفة.

الأدوات التي تُشتريها: إذا احتجت إلى شراء أدوات أو معدات مُتخصّصة لممارسة شغفك، فقد تُصبح رحلتك أكثر تكلفة.