السينما العربية تتألق في مهرجان كان: خمسة أفلام تتنافس في القائمة المرموقة

ADVERTISEMENT

من المقرر أن يشهد مهرجان كان السينمائي المرموق عرضاً نابضاً بالحياة للمواهب العربية، حيث اختيرت خمسة أفلام من المنطقة العربية للمشاركة في التشكيلة الرسمية للمهرجان هذا العام. في الفترة من 13 إلى 24 أيّار / مايو، ستكون الدورة الـ 78 من المهرجان بمثابة منصة عالمية لصانعي الأفلام العرب لعرض إبداعاتهم وبراعتهم في سرد القصص. تقدّم هذه المقالة عرضًا لمهرجان كان السينمائي، ونبذة عن الأفلام العربية الخمسة المشاركة في الدورة الـ 78.

الأفلام العربية الخمسة المشاركة:

في كل عام، تحظى السينما العربية بتقدير دولي متزايد، حيث تعرض مجموعة متنوعة من الروايات المقنعة من المنطقة العربية، ولا يختلف الأمر في عام 2025. سيتنافس فيلمان عربيان على جائزة السعفة الذهبية المرموقة، بينما يتنافس ثلاثة أفلام أخرى في فئة ” نظرة ما “ (Un Certain Regard)، وهي مسابقة معروفة بتسليط الضوء على القصص الأصلية والمختلفة.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Darya Sannikova على pexels

مدخل قاعة المهرجان والسعفة الذهبية

1- فيلم ”عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً“ للمخرج مراد مصطفى:

هو أول فيلم روائي طويل للمخرج المصري مراد مصطفى، وقد تلقّى الدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائية. يمثل هذا الظهور الثاني لمراد مصطفى في مهرجان كان، بعد فيلمه القصير ”عيسى“ الذي فاز بالجوائز في الدورة الـ76 للمهرجان.

يروي الفيلم قصة عائشة، وهي مهاجرة تبلغ من العمر 26 عاماً تعيش في حي عين شمس، وهو حي في القاهرة يضم عدداً كبيراً من المهاجرين الأفارقة. يبحث الفيلم، من خلال حبكته، في المشهد الاجتماعي والسياسي للمنطقة في محاولة لفهم التوترات التي تنشأ بين المصريين ومختلف الجنسيات الأفريقية التي تسكن الحي. يتبنى مصطفى أسلوباً يسمح للجمهور بالشعور بمعاناة أزمة الهجرة بأسلوب صامت في صناعة الأفلام. يمثل هذا الفيلم عودة السينما المصرية إلى مهرجان كان بعد تسع سنوات من المشاركة في مسابقة ”نظرة ما“.

ADVERTISEMENT

2- فيلم ”La Petite Dernière“ (الأخيرة) للمخرجة حفصية حرزي:

مقتبس عن رواية ”الأخيرة“ لفاطمة دعاس للمخرجة الفرنسية-التونسية حفصية حرزي (وهي ليست مشاركتها الأولى في كان) وهو فيلم روائي طويل عن فاطمة الابنة الصغرى لعائلة جزائرية مهاجرة تعيش في باريس. تدور القصة حول رحلة فاطمة في البحث عن الإيمان واكتشاف حياتها الجنسية والسعي وراء طموحاتها. هذا الفيلم جزء من التشكيلة الرسمية لمهرجان كان وسيتنافس مع أفلام مرموقة. وبينما يسلط مخرجون مثل حفصية حرزي الضوء على التجارب النسائية، يواصل المجتمع السينمائي الدولي تشجيع الحوار حول هذا الموضوع ويساهم بدوره في الخطاب الأوسع نطاقاً.

الصورة بواسطة Mithoron على Wikimedia

المخرجة والمؤلفة الفرنسية التونسية حفصية حرزي

3- فيلم ”نسور الجمهورية“ للمخرج طارق صالح:

يختتم فيلم ”نسور الجمهورية“ الذي كتبه وأخرجه المخرج السويدي-المصري طارق صالح ثلاثية المخرج الشهيرة ”القاهرة“، وهي سلسلة أفلام الإثارة السياسية التي تتضمن فيلم ”حادثة النيل هيلتون“ الحائز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في صندانس 2023، وفيلم ”فتى من الجنة“ الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان عام 2022. يتنافس فيلم ”نسور الجمهورية“ على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، وبالنظر إلى سجل صالح الحافل يمكن القول إنه أحد أقوى المنافسين في قائمة الأفلام المشاركة. تدور أحداث الفيلم حول الشخصية الرئيسية جورج النوابي، وهو ممثل يزعج السلطات ما يدفعه إلى قبول عرض لم يكن ليفكر فيه لولا ذلك. يواصل المخرج طارق صالح بهذا الفيلم تقليده في صياغة روايات استفزازية تشرك الجمهور وتتحداه.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Stemoc على Wikimedia

المخرج السويدي المصري طارق صالح

4- فيلم ”كان ياما كان في غزة“ للمخرجَين طرزان وعرب ناصر:

يُعرض فيلم ”كان ياما كان في غزة“ في مهرجان كان السينمائي لعام 2025، وهو فيلم روائي طويل لفت انتباه الجميع. يقدّم الأخوان طرزان وعرب ناصر (باسميهما الحقيقيين محمد وأحمد أبو ناصر) المعروفان برواياتهما الجريئة حكاية مؤثرة تدور أحداثها على خلفية الصراع في غزة. تدور أحداث الفيلم في غزة عام 2007، حول طالب شاب وصداقته مع صاحب مطعم. وتتتبع الحبكة أحداث الفيلم تتبعهما أثناء تجارتهما في بيع مواد غير مشروعة متنكرين في زي توصيل الفلافل، ويروي الفيلم العقبات التي تعترض طريقهما. وبينما اشتهر التوأم المولودان في غزة بمسلسلهما الدرامي الرومانسي ”غزة مون أمور“، إلا أن مشروعهما الأخير يخرج عن هذا النوع من الأعمال لاستكشاف مواضيع أكثر تعقيداً.

ADVERTISEMENT

5- فيلم ”السماء الموعودة“ للمخرجة إريج السحيري:

فيلم ”السماء الموعودة“ للمخرجة الفرنسية - التونسية إريج السهيري هو فيلم آخر من المنطقة العربية اختير للمشاركة في مسابقة ”نظرة ما“ في مهرجان كان السينمائي. يستكشف الفيلم مواضيع الهجرة والأنوثة في سياق تونسي فريد؛ إذ تدور أحداثه حول ماري، وهي راعية إيفوارية وصحفية سابقة تساعد النساء الضعيفات في مواجهة الصعوبات التي تواجههن في حياتهن. وعلى الرغم من ثقل الحبكة الدرامية، إلا أن الفيلم خفيف الظل وتتخلله الضحكات بينما تروي القصة حكايات شخصياتها الفريدة.

مناسبة للتواصل:

بالإضافة إلى العروض، سيضم المهرجان جناحاً سعودياً وخيمة عراقية افتتاحية، إلى جانب جناح يمثل فلسطين والجزائر ومصر. توفر هذه الأجنحة فرصاً للتواصل بين المخرجين والمنتجين والموزعين.

ومع ازدياد التوقعات، يستعد صانعو الأفلام العربية لجذب الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث يقدمون روايات غنية ووجهات نظر جديدة. يَعِد المهرجان بأن يكون المهرجان لحظة محورية للسينما العربية، محتفياً بإنجازاتها السابقة وممهداً الطريق لنجاحات مستقبلية.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة golanalbo على pixabay

أحد شواطئ كان الشهيرة

الخاتمة:

أصبح مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 78 لحظة فارقة للسينما العربية. فمع اختيار خمسة أفلام مقنعة في الفئات الرئيسية، لم يعد صانعو الأفلام العربية على هامش المشهد السينمائي الدولي، بل أصبحوا في قلب هذا المشهد. هذه الأعمال التي تتراوح بين القصص الشخصية الحميمية والملاحم السياسية الشاملة، لا تتسم بالجرأة الفنية فحسب، بل لها صدى اجتماعي وسياسي. يعكس هذا الحضور المتزايد للأفلام العربية في مهرجان كان ازدهار صناعة السينما في المنطقة وقدرتها على سرد قصص مقنعة تلقى صدى عالمياً.

أكثر المقالات

toTop