كانت فلسطين، المنطقة الواقعة عند مفترق الطرق بين إفريقية وآسية وأوروبة، مهدًا للحضارات والأديان والصراعات لآلاف السنين. ويرتبط تاريخها ارتباطًا وثيقًا بتطور اليهودية والمسيحية والإسلام، فضلاً عن صعود الإمبراطوريات وسقوطها. ويتجذر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحديث في هذا التاريخ المعقد والمتعدد الأوجه. في هذه المقالة نبيّن بعض الأحداث المفصلية في تاريخ هذا البلد العربي الأصيل.
عرض النقاط الرئيسية
في العصر الكنعاني (حوالي 3000-1200 قبل الميلاد)، أسّس الكنعانيون دول المدن مثل أريحا والقدس، وكانوا أقدم سكان فلسطين المعروفين. كانت المنطقة مركزًا للتجارة والتبادل الثقافي، وتأثرت بحضارات ما بين النهرين والمصرية والحثية. في وقت لاحق، بين حوالي 1200-586 قبل الميلاد، ووفقًا للتقاليد التوراتية، استوطن اليهود، بقيادة شخصيات مثل نبيّ الله موسى، في المنطقة بعد خروجهم من مصر. وأُسست مملكة تحت حكم داود وسليمان (حوالي 1020-930 قبل الميلاد). بعد حكم النبيّ سليمان، انقسمت المملكة، وسقطت في النهاية في أيدي الآشوريين (722 قبل الميلاد)، والبابليين (586 قبل الميلاد).
قراءة مقترحة
سمحت الإمبراطورية الفارسية للمنفيين اليهود بالعودة إلى القدس، وإعادة بناء الهيكل الثاني. ثمّ جلب غزو الإسكندر الأكبر (332 قبل الميلاد) الثقافة الهلنستية، تلاها البطالمة والسلوقيون.
في عام 63 قبل الميلاد، ضم الجنرال الروماني بومبي فلسطين، ودمجها في الإمبراطورية الرومانية. وشهدت المنطقة صعود المسيحية، حيث وُلد نبي الله عيسى بن مريم في بيت لحم الخاضعة لسيطرة الرومان. دمّر الرومان الهيكل الثاني في عام 70 م، ثم تشتت اليهود على نطاق واسع. وبحلول القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين، أصبحت المسيحية الدين السائد في المنطقة، وكانت القدس مركزًا رئيسيًا للحج.
فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين في عام 634 م، ما يمثل بداية الحكم الإسلامي. وحكم الأمويون والعباسيون المنطقة، وبنوا معالم إسلامية مهمة، وأصبحت فلسطين مركزًا هامًا للتجارة والثقافة داخل العالم الإسلامي. أسّست الحملة الصليبية الأولى (1096-1099) مملكة القدس، وهي دولة صليبية. وفي عام 1187، هزم صلاح الدين الصليبيين في معركة حطين واستعاد القدس. شهدت المنطقة صراعًا مستمرًا بين الصليبيين والقوى الإسلامية حتى طرد المماليك الصليبيين في عام 1291. حكم المماليك المنطقة حتى عام 1517، وأداروا فلسطين كجزء من دولتهم، مع التركيز على التجارة والعلم الإسلامي.
في عام 1517، احتل العثمانيون فلسطين، وحكموها لمدة 400 عام، كجزء من ولايتي دمشق وصيدا لاحقًا. وكان سكان المنطقة متنوعين، حيث كان المسلمون والمسيحيون واليهود يتعايشون، على الرغم من أن الأغلبية كانت مسلمة. بحلول أواخر القرن التاسع عشر، نشأت الحركة الصهيونية وبدأت بالترويج لهجرة اليهود إلى فلسطين، وتدخّلوا لدى القوى الأوروبية لدعمهم. انتهى الاحتلال العثماني عام 1916 مع الثورة العربية. ولكن الدول الاستعمارية كانت تخطّط لتقسيم المنطقة.
كانت الحركة الصهيونية تسعى إلى إنشاء وطن قومي لليهود، وكانت بريطانية تسعى إلى الحصول على دعم اليهود لجهود الحرب، وخاصة من المجتمعات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة وأوروبة. فأرسل وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور رسالة إلى اللورد روتشيلد، أحد كبار المصرفيين، زعيم بارز في المجتمع اليهودي البريطاني. أعربت الرسالة عن دعم بريطانية لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين.
بعد الحرب العالمية الأولى، منحت عصبة الأمم بريطانية الانتداب على فلسطين. وازدادت الهجرة اليهودية، ما أدى إلى تغييرات ديموغرافية واقتصادية في فلسطين. عارض السكان العرب الأصليون بشدة المزيد من الاستيطان اليهودي، ما أدى إلى اشتباكات وانتفاضات متكررة، منها على سبيل المثال، الثورة العربية 1936-1939، وتشكلت فصائل يهودية مسلحة كالإرغون والهاغاناه. وفي مواجهة العنف المتزايد وعدم القدرة على التوسط بشكل فعال، أحالت بريطانية القضية إلى الأمم المتحدة في عام 1947.
في عام 1947، اقترحت الأمم المتحدة خطة تقسيم تقسم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية منفصلتين. تستحوذ الدولة اليهودية 55٪ من الأرض، على الرغم من أن اليهود يشكلون حوالي ثلث السكان في ذلك الوقت، وتشغل الدولة العربية النسبة المتبقية البالغة 45٪. ووُضعت القدس وبيت لحم ككيان منفصل تحت الإدارة الدولية.
وقد قبل القادة اليهود الخطة ولكن رفضها العرب بحجة أنه من الظلم تخصيص المزيد من الأراضي للأقلية اليهودية مع تجاهل تقرير المصير العربي. وفي 14 مايو 1948، أعلنت إسرائيل استقلالها. وغزت الدول العربية، ما أدى إلى أول حرب عربية إسرائيلية. بحلول نهاية الحرب، سيطرت إسرائيل على 78٪ من فلسطين التاريخية، وهو ما يتجاوز بكثير الأراضي المخصصة لها بموجب قرار التقسيم. ونزح أكثر من 700000 فلسطيني، وأصبحوا لاجئين.
في حرب يونيو / حزيران 1967، استولت إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المتبقية: الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية. تظل هذه الأراضي مركزية للصراع العربي الإسرائيلي. وبدأت المقاومة الفلسطينية، فتأسست منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وظهرت كهيئة تمثيلية للشعب الفلسطيني، تدافع عن تقرير المصير. كانت الانتفاضة الأولى (1987-1993)، التي بنهايتها وقّعت اتفاقيات أوسلو (1993)، التي حقّقت تقدماً محدوداً. وبقيت قضايا مثل الحدود واللاجئين والمستوطنات ووضع القدس دون حل. ثمّ حدثت الانتفاضة الثانية (2000-2005) ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتخلّ الفلسطينيون عن المطالبة بأرضهم، وعودة المهجّرين إلى وطنهم.
المستوطنات الإسرائيلية: يؤدي التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى تعقيد إمكانية حل الدولتين، على الرغم من اعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، ومن ازدياد الوعي العالمي بهذه القضية.
حصار غزة: لا تزال غزة، تحت الحصار، ما يؤدي إلى تحديات إنسانية شديدة، تتفاقم الآن نتيجة تدمير 90 % من البنية التحتية فيها.
يتميز تاريخ فلسطين بتراث ثقافي غني ونضال عميق. من الحضارات القديمة إلى الصراعات الجيوسياسية الحديثة، يتميز سرد المنطقة بالمرونة والمقاومة. وفي حين يظل الطريق إلى السلام غير مؤكد، فإن الروح الدائمة للشعب الفلسطيني واتصاله بالأرض لا يزالان يشكلان سعيه لتحقيق العدالة وتقرير المصير.
هل السيارات الكهربائية تحقق مبيعات فعلاً؟ وأي الدول تتصدر الطريق؟
أثر الروبوتات في رعاية المسنين: بين التكنولوجيا والتأثير الاجتماعي
كتاب قد يهمك - لا تكن لطيفًا أكثر من اللازم
تنبيه من الشفق القطبي: نشاط الشمس في أعلى مستوياته منذ 23 عامًا مع الشفق القطبي
اقتصاد الوحدة: كيف تغير العزلة عاداتنا الشرائية
مناظرة حول الألوان: هل المادة أم الدماغ هي التي تحدد؟
ليس الأمر صعبا : 5 خطوات تساعدك على التخلص من التردد
أشهر الخرافات التقنية المنتشرة بيننا حول العالم
القمر يبتعد عن الأرض.. هل سيصبح يومنا 25 ساعة؟
31 اقتباسًا يوميًا من شأنها أن تجعلك أقوى عقليًا