يظن البعض أن المثالية أو الكمال هي صفة جيدة، ولكن مالا يعرفونه أن البحث الدائم عن الكمال أو المثالية تعتبر عيوب في الشخصية. البحث الدائم عن الكمال له تكلفة باهظة على علاقاتك وكافة مجالات حياتك. البحث عن الكمال هو طريقك لمزيد من التوتر والقلق وخيبات الأمل. المشكلة لا تكمن في كونك مثالي أو كامل وإنما تكمن في سعيك وراء الكمال، يبدوا الأمر مربكا ولكن مع متابعتك لسطور هذا المقال ربما تستطيع فهم الفرق بشكل أفضل.
عرض النقاط الرئيسية
هل تذكر حصولك على تسعة عشر من عشرين في اختبار اللغة ووالديك أو أحدهما يوبخك على عدم حصولك على الدرجة النهائية. أو أنهم صمتوا ولكن ظهرت علامات عدم الرضا على وجههم بصفة خاصة عندما أخبرتهم أن زميلك بالصف حصل على الدرجة كاملة؟ حسنا، هذه البداية للبعض في طريق البحث الدائم عن الكمال. إنهم طالما سمعوا أنهم غير جيدين بدرجة كافية أو غير ناجحين بدرجة مقبولة وأنهم ليسوا مصدرا للفخر.
قراءة مقترحة
تجد نفسك تضع معايير شخصية للنجاح، معايير يستحيل تحقيقها ويتحول الأمر لكابوس حقيقي عندما تفرض تلك المعايير على الأخريين. يشعر أصدقاؤك أنه مهما قالوا أو فعلوا فهما غير جديرين بصداقتك وبعدها يتحول الأمر لشريك حياتك هذا إن نجحت حتى في التوافق مع أحدهم وهو أمر صعب للغاية. سعيك وراء الكمال باستمرار يجعلك عرضة للاكتئاب والقلق الدائم وأحيانا تكون عرضة للانتحار... نعم لا تتعجب لقد حدث هذا للكثيرين، لم يستطيعوا أن يتحملوا تجارب الفشل التي هي في الغالب كانت نجاحا لم يرقى لتوقعاتهم.
ربما تتسأل الآن هل أنا باحث عن الكمال؟ إذا كانت الأشياء من وجهة نظرك أبيض وأسود فقط وتنظر لنفسك كشخص لا يخطئ ويجب أن يحصل على الأفضل دائما أو تنقد نفسك أو الأخريين باستمرار وأن الأمور إن لم تكن مثالية فليس لها أي قيمة وأن معظم طاقتك تمضي في محاولة تجنب الفشل بأي طريقة ممكنة... ففي الأغلب أنت تعاني من داء البحث عن الكمال.
زاد عدد الأشخاص المصابين بداء البحث عن الكمال منذ الثمانينيات حيث أصبحت المنافسة أشرس والمقارنة بالأجيال السابقة أكثر قسوة. إن كنت من هؤلاء الذين يصفهم الآخرون بأنهم يصعب إرضاؤهم أو أنه مهما حققت من نجاحات فأنك لا زلت تشعر بأنك غير كاف، أصحبنا في سطور هذا المقال لتعرف بعض الخسائر التي قد تصيبك في رحلتك للبحث عن الكمال. إن شعرت بأنه لديك مشكلة حقيقية ندعوك لزيارة متخصص وطلب المساعدة.
أنت باحث عن الكمال لذا؛ ستجد أنك تميل للمماطلة والتسويف، أنت تميل لأن يكون كل شيء منظم بشكل مثالي. ستلاحظ أنك دائما ما تؤجل الأعمال والقرارات لأنك دائما ما تشعر أن الأمر غير منظم بدرجة كافية. ينتابك القلق والتوتر معظم الوقت. أنت شخص يؤمن بكل شيء أو لا شيء على الإطلاق لذا؛ دائما ما تنتظر اللحظة والحالة المناسبة التي لا تأتي أبدا. الانتظار اللانهائي للحظة المناسبة من وجهة نظرك لينتهي الأمر بأنك لا تنجز أي شيء أو تنجز القليل جدا.
أنت شخص مثالي وبالتالي، تضع نفسك تحت ضغط كبير وتشعر بأن الآخرين أو المجتمع يضعون ضغطا عليك أيضا. يجعلك ذلك عرضه لمشاكل أخرى مثل القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة والإحباطات ونفاد الصبر والغضب والوسواس. ستجد أنك دائما ما تضع نفسك في مقارنة مع الآخرين وترى أنك لم تحقق أي نجاح أو تري أن الناس يرون فيك نجاحا لم تحققه بالفعل وهو ما يسمى بمتلازمة الدجال في تلك الحالة يري الشخص نفسه غير مطابق للصورة الجيدة التي يراه الناس عليها.
كما ذكرنا دائما ما يعاني الباحثون عن الكمال من القلق والتوتر وينتهي بهم الأمر للشعور بالاكتئاب. وذلك عند تراكم الشعور بالقلق لمدة طويلة. المشكلة أن البعض مثاليون عاطفيا أيضا لذا؛ غالبا ما يخفون مشاعر القلق والإحباط عن الآخرين وبالتالي، لا يجدون من يساعدهم ويغرقون في الشعور بعدم القيمة أو الفشل والإحباط وتلك المشاعر السلبية خطرة جدا وقد تؤدى بالبعض للتفكير في أفكار انتحارية أو إيذاء الذات وعقابها. إن كنت تعاني من تلك المشاعر ولا تستطيع التعبير عنها مع المقربين منك ننصحك باستشارة على وجه السرعة قبل أن يتفاقم الأمر ويخرج عن سيطرتك.
ناقشنا الضرر النفسي لسعيك الدائم وراء الكمال، ولكن لا يقتصر الأمر على تلك الأضرار فقط. يعانى البعض من الباحثين عن الكمال من إضطرابات النظافة والصحة البدنية، حتى أن البعض يصاب بإضطرابات الطعام أيضا. البعض مثلا يتبعون أنظمة غذائية صارمة جدا، الأمر الذي قد يصل بهم للأصابة بإضطراب الوسواس القهرى. لا يريد هؤلاء الأشخاص أن يزيد جسمهم جراما واحدا عن الوزن المثالى ويبالغون في القلق والتوتر كل ساعة إذا ما كانوا خالفوا النظام أم لا، حتى أن بعضهم يقوم بتفقد وزنه كل ساعة. الكمال بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مرتبط بالسيطرة يجب أن يكون كل شيء تحت سيطرتهم بالكامل وإلا ستكون النتائج محبطة.
فرضك لمعايير مبالغ فيها على أحبائك من أسرتك أو أصدقائك له أثر بالغ على توتر العلاقة بينك وبينهم. أنت دائم الحكم على الأشخاص بنفس القسوة التي تحكم بها على نفسك. أنت تجلب الأعباء إلى العلاقة وتفرضها على الطرف الآخر. يؤدى ذلك في الغالب لفشل علاقاتك أو تحولها لعلاقة سامة يصبح فيها الطرف الآخر ضحية لتوقعاتك المثالية المستحيلة.
المقامات الموسيقية الشرقيّة والسلالم الغربية
برواز دبي... العظمة في البساطة
استكشاف مصادر الطاقة: التقليدية مقابل المتجددة
دليل النجاح - طرق عملية للتدريب على الحفظ والفهم السريع
أفضل نصيحة مهنية (في الحياة) يمكن للمرء الحصول عليها
ديكورات إليكترونية اقتصادية لنشر البهجة في المنزل
لماذا تنقسم الدقيقة إلى 60 ثانية، والساعة إلى 60 دقيقة، مع وجود 24 ساعة فقط في اليوم؟
كيف يمكنك بناء قاعدة عملاء مخلصين لتطوير مشروعك؟
نشوء الحضارة: كيف شكّل عجين الخبز التاريخ البشري
5 ألعاب إلكترونية لتطوير مهاراتك وذكائك