لطالما أذهلت السماء البشرية، حيث قدمت لوحة رسمت عليها الحضارات القديمة الأساطير والعلوم والعجائب. ومصر القديمة، المعروفة بعجائبها المعمارية وروحانيتها العميقة ومكائدها الفلكية، ليست استثناءً. ومؤخراً، توصل علماء الآثار إلى اكتشاف رائد - أول مرصد فلكي من مصر القديمة. ويلقي هذا الاكتشاف ضوءاً جديداً على المعرفة الفلكية المتطورة للمصريين واتصالهم العميق بالكون. تتعمق هذه المقالة في التاريخ الغني لعلم الفلك، والدور الذي لعبه في الحضارات القديمة، وخاصة في مصر، وأهمية هذا الاكتشاف الأخير.
يُعدّ علم الفلك أحد أقدم العلوم، حيث تعود جذوره إلى الحضارات القديمة في جميع أنحاء العالم. من البابليين والمايا إلى الصينيين واليونانيين، لاحظ البشر الأوائل الأجرام السماوية، وتتبعوا تحركاتها لإنشاء التقويمات، وتوجيه الممارسات الزراعية، والتنبؤ بالأحداث الكونية. غالباً ما كان يُنظر إلى النجوم والكواكب والأبراج على أنها تمثيلات إلهية أو رمزية للآلهة والأرواح. بمرور الوقت، أرست هذه الملاحظات الأساس لعلم الفلك الحديث، مما مكن العلماء الأوائل من تطوير نظريات حول الكون ومكان الإنسان فيه.
كان للمجتمعات القديمة اهتمام عميق بالسماء. بنى المايا مراصد مثل El Caracol لتتبع حركة كوكب الزهرة، بينما رسم البابليون بدقة مواقع النجوم والكواكب. صاغ الإغريق نماذج رياضية لشرح الظواهر السماوية، مما وضع الأساس لعلم الفلك الحديث. نظرت هذه الحضارات إلى الكون باعتباره حدوداً علمية ومجالاً روحياً، حيث أثّر علم الفلك على الممارسات الدينية والتقويمات وحتى الحكم. كان المصريون، كجزء من هذا الانبهار العالمي، يطابقون آثارهم بالأجرام السماوية، مما يشير إلى معرفتهم العميقة بالنجوم.
كانت حضارة مصر القديمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسماء. كان المصريون يعتقدون أن الآلهة تقيم بين النجوم، وكان إله الشمس رع ذا أهمية مركزية. لقد استخدموا علم الفلك ليس فقط للأغراض الدينية ولكن أيضاً للاحتياجات العملية مثل الزراعة. كان الفيضان السنوي لنهر النيل، الذي كان بالغ الأهمية للزراعة، يتزامن مع شروق نجم الشعرى اليمانية. كان هذا الحدث بمثابة بداية السنة المصرية الجديدة، مما يؤكد اعتماد المصريين على الملاحظات الفلكية لتوجيه أسلوب حياتهم.
طور المصريون القدماء العديد من الأدوات لمراقبة النجوم وتتبع الوقت. أشهرها الميرخت (merkhet) وأداة غصن النخيل. كانت أداة الميرخيت، وهي أداة للرؤية، تساعد في محاذاة الهياكل مثل المعابد والأهرامات مع نجوم أو مجموعات نجمية محددة. كما تم استخدام أداة غصن النخيل جنباً إلى جنب مع الميرخيت لقياس الزوايا وتتبع الأجرام السماوية عبر سماء الليل. كما كان لدى المصريين ساعات شمسية بدائية وساعات مائية، مما سمح لهم بقياس الوقت وتقسيم اليوم إلى ساعات بناءً على حركة الشمس.
في حين كان المصريون معروفين بمعرفتهم الفلكية، كان هناك القليل من الأدلة على وجود مراصد فلكية مخصصة - حتى الآن. غالباً ما كانت المعابد والأهرامات المصرية تخدم غرضين، حيث كانت تعمل كملاذات روحية وأدوات للمراقبة الفلكية. تم محاذاة العديد من هذه الهياكل مع الاتجاهات الأساسية أو الظواهر السماوية مثل الانقلابات. ومع ذلك، فإن الاكتشاف الأخير لمرصد فلكي رسمي من مصر القديمة يمثل نقطة تحول في فهم كيفية مراقبة المصريين للسماء بشكل منهجي.
يًعدّ اكتشاف أول مرصد فلكي معروف في مصر حدثاً ضخماً. تم اكتشاف هذا المرصد في منطقة نائية من الصحراء المصرية، ويتكون من مجموعة من الأحجار مرتبة وفقاً لنقاط فلكية رئيسية، مثل الانقلابات والاعتدالات. يُعتقد أن تاريخ المرصد يعود إلى حوالي 4500 عام، خلال فترة المملكة القديمة. يتوافق هذا مع بناء الهرم الأكبر في الجيزة، مما يشير إلى أن المصريين ربما استخدموا مثل هذه المراصد لتعزيز محاذاتهم المعمارية وممارساتهم الدينية.
يعود تاريخ المرصد إلى حوالي 2500 قبل الميلاد، وهو ما يتزامن مع عصر بناء الأهرامات. يقع الموقع في منطقة نبتة بلايا (Nabta Playa)، في الصحراء المصرية الجنوبية الغربية، على بعد حوالي 800 كيلومتر جنوب القاهرة. كانت نبتة بلايا موقعاً مهماً في عصور ما قبل التاريخ قبل فترة طويلة من صعود الفراعنة. كانت مركزاً لنشاط القبائل البدوية، التي ربما شاركت أيضاً في ممارسات فلكية بدائية. يتكون هيكل المرصد من أحجار ودوائر قائمة، تشبه ستونهن (Stonehenge)، ويتماشى مع الأحداث الشمسية والنجمية.
لا يمكن المبالغة في أهمية هذا الاكتشاف. فهو يكشف أن المصريين كان لديهم مراصد رسمية حيث درسوا السماء بشكل منهجي، قبل وقت طويل من قيام العديد من الحضارات القديمة الأخرى بتطوير هياكل مماثلة. لا يضيف هذا الموقع إلى فهم المعرفة المصرية فحسب، بل يوفر أيضاً نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير علم الفلك على ثقافتهم ودينهم وحتى الهندسة المعمارية. علاوة على ذلك، يُسلّط الضوء على رغبة المصريين في ربط الحياة الأرضية بالنظام الكوني، مما يعزز إيمانهم بالطبيعة الدورية للوقت والوجود.
يفتح اكتشاف أول مرصد فلكي في مصر القديمة آفاقاً جديدة لفهم مدى ترسُّخ علم الفلك في المجتمع المصري. يعزز هذا الاكتشاف مكانة المصريين بين رواد علم الفلك الأوائل، ويؤكد على سعيهم وراء المعرفة حول السماء. ولم تكن دراستهم للنجوم مجرد جهد علمي، بل كانت ذات طابع روحي عميق، حيث كانت بمثابة دليل لممارساتهم الدينية، والزراعة، والهندسة المعمارية الضخمة. ومع استمرار علماء الآثار في استكشاف هذا الموقع الرائع، لا يسعنا إلا أن نتخيل ما ينتظرنا من اكتشافات أخرى حول المعرفة الكونية التي امتلكها المصريون.
بسبب نقص التمويل، قد تكون ناسا القديمة على طريق غير مستدام
شيماء محمود
كلمات مفتاحية: التخلّي؛ منهجيات التخلّي؛ صياغة برنامج التخلّي
جمال المصري
5 ألعاب إلكترونية لتطوير مهاراتك وذكائك
أحمد محمد
هل ستستمرّ الأرض في التسخّن؟
شيماء محمود
دليل النجاح - كيف تتغلب على عادة التسويف؟
أحمد محمد
إضاءة الكون: عروض الضوء المذهلة للانفجارات النجمية
عائشة
مناظرة حول الألوان: هل المادة أم الدماغ هي التي تحدد؟
عائشة
7 نصائح بسيطة لتحسين التركيز اليومي
لينا عشماوي
دليل النجاح - كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
أحمد محمد
ليس الأمر صعبا : 5 خطوات تساعدك على التخلص من التردد
نهى موسى
الجانب المظلم للتقاعد المبكر
عبد الله المقدسي
اقتباسات مؤثرة لا تتجاوز بضعَ كلمات
شيماء محمود
الحياة الليلية والمقاهي في مدينة شرم الشيخ
إسلام المنشاوي
كيف تُقلّل من المخاطر وتُحافظ على استقرار أعمالك؟
أحمد محمد
كشف اللغز: لماذا الكواكب مستديرة؟
تسنيم علياء
طاقة الاندماج: مستقبل على بعد 30 عاماً، ولكن الفوائد سنحصدها قبل ذلك بكثير
جمال المصري
ظواهر طبيعية نادرة ولكنها مميتة: نظرة رائعة على قوى الأرض غير العادية
عبد الله المقدسي
5 طرق لتغيير عقليتك اليوم
عبد الله المقدسي
القلب البشري يظهر علامات الشيخوخة بعد شهر واحد فقط في الفضاء
لينا عشماوي
علامات تدل على أن الشخص غير ذكي بدرجة كبيرة وفقاً للعلم
جمال المصري
البرج الأيقوني بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر
إسلام المنشاوي
التاريخ الطويل الغريب للتفلون: المنتج غير القابل للتخريب والذي لا يلتصق به أي شيء
جمال المصري
كيفية بناء صداقات في مكان العمل مع البقاء مهنيًا
شيماء محمود
فنّ الملاحظة – القدرة على الانتباه إلى الأشياء الصغيرة
شيماء محمود
كيفية تعلم الألمانية مجانَا في 6 أشهر
أيمن سليمان
قوة الطبيعة: تعرف على القوى الكامنة وراء بركان حي
عائشة
مكتبة الإسكندرية.. وإحيائها من جديد
إسلام المنشاوي
السفر في زمن ما بعد الجائحة: إعادة تشكيل مستقبل السياحة
ياسر السايح
قد يكشف استخراج الصخور التي نشأت في وشاح الأرض أسرار تاريخ الكوكب
شيماء محمود
٣ مهارات مطلوبة في سوق العمل للحصول على وظيفة
نهى موسى