لماذا تحظى آلة العود بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط؟

ADVERTISEMENT

يُعد العود من أقدم وأبرز الآلات الموسيقية في العالم العربي والشرق الأوسط، يتميز بصوته الدافئ وخامته الغنية التي جعلته محور الموسيقى التقليدية والحديثة. وُلد العود في بلاد فارس القديمة، ثم انتقل إلى العالم العربي خلال العصر الإسلامي الذهبي، فأصبح رمزًا ثقافيًا يعكس تطور الموسيقى العربية. اسمه مأخوذ من الكلمة العربية "العود" بمعنى الخشب، إشارة إلى مادة صناعته أو إلى الريشة الخشبية التي تُستخدم في العزف.

يتميز تصميم العود بجسمه الكمثري وزنده القصير، ويُصنع غالبًا من خليط أخشاب تؤثر في نغمته. يحمل عادة أحد عشر وترًا موزعة على ست مجموعات: خمس مزدوجة وواحدة مفردة، مع إمكانية تغيير العدد حسب النمط الموسيقي أو البلد. تغيّر شكل العود عبر العصور، فبعد أن كان يحمل ثلاثة أوتار فقط، أُضيفت أوتار جديدة لتوسيع النطاق الصوتي، وتحسّنت إمكانياته التقنية بصندوق صوت أكبر وأوتاد ضبط إضافية. لا يحتوي العود على فواصل معدنية، فيسمح بالانتقال السلس بين النوتات لإنتاج ألحان دقيقة، وهي صفة مميزة للموسيقى الشرقية.

ADVERTISEMENT

برز العود كآلة أساسية في الفرق الموسيقية الشرقية، ليس فقط كمرافقة بل كآلة منفردة بفضل قدرته التعبيرية العالية. تجاوز صوت العود حدود الشرق الأوسط، فعندما فتح الأمويون الأندلس عام 711، أخذوا معهم هذه الآلة التي انتشرت في أوروبا بفضل موسيقيين مثل زرياب، الذي أنشأ مدرسة موسيقى في قرطبة وأضاف وترًا خامسًا للعود. نتج عن ذلك ظهور أنواع جديدة أثرت في موسيقى أوروبا، وساهمت في تطور آلة الـ"lute" الغربية.

ومع مرور الوقت، دُمجت خصائص العود مع الغيتار فظهرت آلات هجينة مثل "غيتار العود" الذي يجمع بين طابع العود ونظام فواصل الغيتار، مما سمح بتوسيع آفاق الإبداع الموسيقي، خاصة لمن يعزفون على الغيتار. يُرجح أن العود وصل إلى أوروبا الشرقية منذ القرن السادس عبر البلقان، فظهرت آلات وترية مشابهة مثل البزق.

toTop