أحمد هاشم وقصائده – أحد أعظم الشعراء الأتراك

يُعرف أحمد هاشم (1887 - 1933) بأنه من أبرز الشعراء الأتراك في بدايات القرن العشرين. عاصر نهاية الشعر التركي الكلاسيكي، وساهم في بدايات الشعر الحديث. تأثر في بداياته بمدرسة توفيق فكرت الشعرية، ثم اتجه لاحقًا إلى الأسلوب الانطباعي والرمزي الفرنسي. ميّزه دمج الموسيقى بالشعر، واستخدامه صورًا حسية قوية.

وُلد في بغداد، وأنهى دراسته الابتدائية هناك، ثم انتقل إلى إسطنبول وتخرّج من مدرسة غالاتاسراي. فقد والدته عام 1906، وترك ذلك أثرًا عاطفيًا عميقًا فيه. بعد التخرج، عمل موظفًا، ثم مدرسًا ومترجمًا للغة الفرنسية وأساطيرها. توفي في إسطنبول عن عمر 46 عامًا بسبب مرض الإيدز.

أصدر هاشم مجموعتين شعريتين فقط: ساعات البحيرة (1921) وكأس النبيذ (1926). الأولى جاءت تحت تأثير الرمزية والانطباعية، ونالت استحسان النقاد. أما الثانية، فتعرضت لانتقادات واسعة بسبب أسلوبها التجريدي وصعوبة فهمها، مما دفع البعض إلى التشكيك في لغته الشعرية، واتهامه بالابتعاد عن قضايا المجتمع.

ردّ هاشم على الانتقادات بمقدمة دفاعية في المجموعة الثانية، أكد فيها أن الشعر ليس أداة خطابة أو وصفًا للواقع، بل صوت غامض يُحس أكثر مما يُفهم. وشبّه محاولة فهم القصيدة حرفيًا بقتل بلبل من أجل لحمه، بينما جماله يكمن في تغريده لا في جسده.

لقى هاشم دعمًا من الشاعر التركي البارز أحمد حمدي تانبينار، الذي قال عنه إنه لا يستلهم من الواقع مباشرة، بل يخلق عالمًا شعريًا خاصًا من داخله ومن عقله.

تناولت قصائده موضوعات مثل الوحدة، الحزن، الموت، والحب. في قصيدة "الحديقة"، استخدم غرابة الطبيعة عند الغروب كرمز لنهاية الحياة والتشبث بالذكريات الجميلة. أما قصيدة "البلبل"، فتعكس الحنين إلى الشعر الكلاسيكي، وتُظهر نهايته الرمزية، في ظل التحول الثقافي الذي أعقب انهيار الإمبراطورية العثمانية.

يبقى أحمد هاشم شخصية بارزة في الشعر التركي، وقد عبّر عن رؤيته لمستقبل اللغة بقوله: "اللغات مثل الأشجار، تتخلص من أوراقها الميتة وتنبت الجديدة، وأوراق اللغات هي الكلمات."