القيمة الشنتوية وراء الجماليات اليابانية

ADVERTISEMENT

ترتكز الجماليات اليابانية، بعيدًا عن مفهوم Wabi-Sabi المعروف، على فكرة "صنع شيء طبيعي"، وهي رؤية تعكس الانسجام بين الطبيعة والصناعة، كما تظهر في ديانة الشنتو والثقافة اليابانية. الفكرة تحتل موقعًا مركزيًا في فهمهم للجمال والكمال.

في المطبخ الياباني، يظهر مفهوم "صنع شيء طبيعي" من خلال التركيز على إبراز النكهات الأصلية للمكونات. بدلاً من إظهار مهارات الطاهي بالبهارات الثقيلة كما في المطبخ الفرنسي أو الصيني، يهدف الطبخ الياباني إلى جعل الجزر أطيب من أي جزرة أخرى، من خلال إبراز جوهر النكهة وتحسينها دون تغطيتها. ومن هنا يأتي مفهوم "أومامي"، الذي يعبّر عن اللذة الطبيعية الكامنة في كل مكون. الأسلوب يظهر في الأرز الأبيض البسيط، والخضروات المطهوة بخفة، والأسماك مع صلصة الصويا الخفيفة، فيعكس فن الطهي الياباني الحقيقي.

ADVERTISEMENT

في البيئة المعمارية، تظهر الفكرة في "التاتامي"، حصائر تقليدية منسوجة من قش الأرز. القش يُنسج بأيدي الناس، لكن العملية تهدف للحفاظ على جوهر الطبيعة من حيث الملمس والرائحة والوظيفة. لا يُستخدم كل القش، بل يُختار الأفضل فقط، ليمثل توازنًا بين تدخل الإنسان والطبيعة، ويعزز الاتصال الروحي بعالم "الكامي" في الشنتو.

في العصر الحديث، تستمر الفلسفة في الظهور ضمن معايير الجمال الياباني. على الشواطئ اليابانية، نادرًا ما تظهر ملابس كاشفة أو سعي وراء السمرة، إذ تُفضَّل البشرة البيضاء والمظهر الطبيعي. النساء اليابانيات يستخدمن مساحيق تجميل أقل ويتجنبن العمليات الجراحية التجميلية، فيما انتشر توجه غير مألوف يتمثل في تجميل الأسنان بطريقة تُعطي مظهر "yaeba"، أو الأسنان المزدوجة، وهو نقص طبيعي محبوب يمنح الفتيات مظهرًا بريئًا. الظواهر تؤكد التزام اليابان بجماليات تصنع الطبيعي وتقدّر الجوهر على المظهر.

toTop