كيفية التغلب على خوفك من الطيران

في رحلة داخلية قصيرة داخل فيتنام عام 2009، مرّ أحد الركاب بلحظة مرعبة عندما اهتزّت الطائرة اهتزازًا عنيفًا وانقطع التيار الكهربائي. سقوط مفاجئ، صرخات، حقيبة ارتطمت برأس راكبة، وانطفاء الأنوار بالكامل، كل ذلك رسّخ خوفًا شديدًا من الطيران. هبطت الطائرة بسلام، لكن الذكرى ظلّت تطارده سنوات.

بعد جلسات علاج سلوكي معرفي لم تجدِ، التقى ببرنامج SOAR لمواجهة الخوف من الطيران، وضعه الطيار السابق توم بون. كان البرنامج نقطة تحول. اقترح بون مقابلة الطيار قبل الإقلاع، لأن الكلام معه يمنح راكب الطائرة شعورًا بالأمان ويخفف القلق، إذ يصوّر الطيار في ذهن الراكب كيف تمرّ الاضطرابات بسلام.

البرنامج يركّز على معرفة أبسط حقائق الطيران: الطائرة تستطيع الانزلاق مسافة 90 ميلاً حتى لو توقفت المحركات، تحمل أنظمة احتياطية، ويبلغ احتمال حادث جوي 1 من 11 مليون رحلة. تقرير IATA 2023 يؤكد أن الطيران يبقى أكثر وسائل النقل أمانًا.

ينصح البرنامج بتجنب الكافيين لأنه يزيد هرمونات التوتر، وعدم متابعة شاشة الارتفاع والسرعة، وتخفيف التوتر بتمارين تنفس بسيطة. يُعاد ترتيب الذاكرة بصور إيجابية: تستحضر ذكرى جميلة مع صديق مقرّب وتربطها بلحظة الإقلاع، فيُلغى الذكرى المرتبطة بالذعر.

يُفضَّل أن تملأ الرحلة بخطة واضحة: تشاهد فيلمًا ممتعًا أو تُنجز مهمة بسيطة، وتبتعد عن تطبيقات تتبع الطائرة. مجرد التفكير في صديق أو التحدث معه قبل الرحلة يخفف نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن التوتر.

الحل الأخير هو التعرض التدريجي. ابدأ برحلة قصيرة، وطبّق النصائح السابقة خطوة بخطوة، حتى يصبح الطيران تجربة عادية تخضع لإرادتك بدل الخوف والرهاب.