أغلى اللوحات التي ربما كان من الممكن أن ترسمها بنفسك

الجميع، إلى حد ما، يقدرون الفن. سواء كنت حامل تذاكر موسمية لمتحفك المحلي أو مجرد مراقب عابر، فإن اللوحات والأعمال الفنية الأخرى قد أثرت على حياتك بطريقة أو بأخرى. ليس الفن مجرد وسيلة للتعبير العاطفي والفكري، بل هو أيضاً ميدانٌ قد يكون مربحًا للغاية. اللوحات المذكورة في هذا المقال تم بيعها بأرقام فلكية، تعادل إيرادات شهرية لشركات عملاقة مثل آبل أو جوجل. ربما ستتعرف على بعض أسماء الفنانين في هذه القائمة، فقد أصبحت لوحاتهم باهظة الثمن رموزًا خالدة عبر العصور. وربما تتساءل بعد ذلك: "هل كان بإمكاني رسم ذلك بنفسي؟" من يعلم، ربما ستجرب يوماً ما.

بدون عنوان للرسام سي تومبلي

تبدو اللوحة للوهلة الأولى وكأنها مجرد رسومات بالطباشير على لوح سبورة قديم حتى إنه يخيل إليك للوهلة الأولى أنه يمكنك رسمها بنفسك ، لكن الحقيقة أنها مرسومة بألوان زيتية على قماش ، ورغم بساطة شكلها، فإن "بدون عنوان" التي رسمها الفنان ساي تومبلي في عام  1970 دون حتى أن يضع لها اسمًا حققت رقماً قياسياً مذهلاً عندما بيعت في مزاد عام 2015 بسعر 70.5 مليون دولار، وهذا السعر لم يكن مجرد قيمة مادية، بل عكس أيضاً قيمة اسم تومبلي في عالم الفن ، فاللوحة كانت جزءًا من مجموعة أكبر من أغلى اللوحات في العالم والتي بيعت بمبلغ إجمالي قدره 295 مليون دولار في مزاد للفن المعاصر وما بعد الحرب.

النار السوداء

بارنيت نيومان كان رسامًا أمريكيًا يعتبر من أبرز رموز التعبيرية التجريدية. كانت لوحاته تعتمد على الألوان المجرّدة، وكل عمل فني له كان يباع بعشرات الملايين من الدولارات، رغم أنها قد تبدو للوهلة الأولى كأنها مجرد أشكال بسيطة ، ولكن لوحة "النار السوداء " تبدو كأنها شيء يمكنك العثور عليه في متجر ديكور منزلي، ولكن قيمتها تتجاوز ذلك بكثير فهي من أغلى اللوحات في عالم الفن ، فلن تصدق أنها بيعت اللوحة في مزاد عام 2014 بسعر 84.2 مليون دولار، متجاوزة بكثير التوقعات الأولية التي حددتها دار كريستيز عند 50 مليون دولار.

غازيت الشرطة

أما ويليم دي كونينج فكان رسامًا تجريديًا بارعًا استخدم ألوانًا بسيطة لرسم قصص معقدة ، ولوحة "غازيت الشرطة" التي رسمها في عام 1955 جعلت منه أحد أشهر الرسامين التجريديين في العالم ، ففي عام 1965، بيعت اللوحة لأول مرة بسعر 337,700 دولار، ثم بيعت مرة أخرى بعد ثماني سنوات بمبلغ 1.166 مليون دولار، محققة رقمًا قياسيًا آنذاك. منذ ذلك الحين، انتقلت اللوحة بين العديد من جامعي الأعمال الفنية حتى اشتراها ستيفن كوهين في عام 2006 بسعر 85.4 مليون دولار لتصبح من أغلى وأشهر اللوحات في عالم الفن والتي من النظرة الأولى قد تخدعك من بساطتها فتظن أنه يمكنك رسم مثيلتها بسهولة .

البرتقالي، الأحمر، الأصفر

أما عن لوحة "البرتقالي، الأحمر، الأصفر" التي رسمها الفنان الرسام مارك روثكو في عام 1961 فهي تعتبر عملاً محوريًا في فن ما بعد الحرب ، فهذه اللوحة التي هي من أغلى اللوحات على الإطلاق مصنوعة من الأكريليك على قماش وتم اقتناؤها في أواخر الستينيات من قبل جامع الأعمال الفنية ديفيد بينكوس ، و بعد أن بقيت في حوزته لمدة 45 عامًا، عُرضت اللوحة في عدة معارض بلندن وفيلادلفيا حتى تم بيعها في مزاد عام 2012 بسعر 102.5 مليون دولار، محققة رقماً قياسيًا جديدًا لروثكو ولفن ما بعد الحرب العالمية الثانية  رغم شكلها الخادع الذي يعيقك عن تقدير قيمتها ويجعلك تقول بينك وبين نفسك "لم كل هذه الأموال ؟ يمكنني رسمها في دقائق" .

المرآة، الأحمر الدموي

تخيل أنك تدخل منزلًا وتجد مربعًا أحمر على الحائط، ويخبرك صاحب المنزل أنها من أغلى اللوحات وأنه دفع أكثر من مليون دولار للحصول عليها ! هذا ما حدث بالفعل مع لوحة "المرآة، الأحمر الدموي" التي رسمها الرسام المشهور غيرهارد ريختر في عام 1991. اللوحة مصنوعة من الزيت على الزجاج، مما يجعل أي منا قادرًا على الذهاب إلى متجر الأدوات المنزلية وشراء زجاجة طلاء أحمر ولوح زجاج لرسم نفس اللوحة، ولكن بالطبع، لن نستطيع بيعها حتى بمبلغ 10 دولارات على الإنترنت.

الكلب

هل لديك أطفال يحبون الرسم؟ هل تبدو رسوماتهم مثل هذه اللوحة التعبيرية؟ إذا كان الأمر كذلك، قد تفاجأ بما يمكنهم تحقيقه من ذلك ، فجوان ميرو، الرسام الذي ولد في عام 1893 وعاش حتى عام 1983، رسم "لوحة (الكلب)" في أواخر العشرينيات ، وبيعت هذه اللوحة بسعر يقدر بأكثر من 2 مليون دولار في نوفمبر 2010.

بدون عنوان (ستوفبيلد)

في أواخر الستينيات، وجد الرسام بلينكي باليرمو قماشًا قطنيًا وألوانًا زرقاء وفرشاة رسم، بعد ذلك رسم "بدون عنوان (ستوفبيلد)"، لوحة بسيطة بيعت بمبلغ 1.7 مليون دولار وذلك سعر يمكن أن يكون حتى أغلى من توقعاته ، وعلى الرغم من أن باليرمو كان مشهورًا بتعاطي المخدرات والحفلات التي أدت في النهاية إلى وفاته، فإن لوحاته لم تعكس ذلك ، فنمطه الفني كان يعتمد على استخدام أقمشة بسيطة ومستطيلة يلونها بلون واحد أو اثنين، وأحيانًا ثلاثة إذا كان في حالة مزاجية جيدة ليخرج لوحات تبدو بسيطة للغاية للجمهور ، وفي عام 2010، اشترى جيرهارد وآنا لينز، وهما من هواة جمع الأعمال الفنية، اللوحة في مزاد في لندن.

بداية خاطئة

بداية خاطئة"، التي رسمها جاسبر جونز في أواخر الخمسينيات، تهدف إلى أن تكون انفجارًا من الألوان، كأنها عرض للألعاب النارية على قماش ، فقد كان الرسام جونز قائدًا في حركة التعبيرية التجريدية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبيعت لوحاته بعشرات الملايين، مع وصول سعر "بداية خاطئة" إلى أكثر من 100 مليون دولار، وفي عام 2006، اشترى كين جريفين، مدير شركة "سيتادل"، وزوجته آن جريفين اللوحة بسعر 107.5 مليون دولار لتصبح من أغلى اللوحات في العالم.

المرأة الثالثة

أما في متاهة الألوان والأشكال المتشابكة، تظهر لوحة "المرأة الثالثة" كتحفة تجريدية نابضة بالحياة، تجسد قوة وتأثير تعبيرية الرسام ويليم دي كونينج ، تلك التحفة الفنية رسمت في عام 1953، وتبرز التوترات النفسية المعقدة والمشاعر العميقة عبر ضربات الفرشاة العنيفة والألوان المتفجرة. بيعت هذه اللوحة في مزاد عام 2006 بسعر خيالي بلغ 137.5 مليون دولار لتصبح من أغلى اللوحات في عالم الفن والرسامين، مما يعكس العبقرية الفنية لدي كونينج وتقدير عشاق الفن لأعماله الجريئة والمبتكرة.

الصرخة

تلك اللوحة المشهورة تعد واحدة من اللوحات ذات التاريخ المثير، حيث تعرضت للسرقة مرتين، مرة في عام 1994 ومرة أخرى في عام 2004. تعتبر "الصرخة" واحدة من أشهر الأعمال الفنية على الإطلاق، فلا تنكر أنك كثيرًا ما صادفتها وأنت تتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي ، وتلك الرائعة رسمها الفنان النرويجي إدفارد مونك في أواخر القرن التاسع عشر، وتجسد "الصرخة" الشعور الإنساني بكل قلقه وقلقه ، وفي عام 2012، بعد حدوث السرقتين، عادت "الصرخة" إلى يد أصحابها الشرعيين وطُرحت في مزاد سوذبيز في لندن ، وبدأت المزايدة من 40 مليون دولار وانتهت بعد اثنتي عشرة دقيقة عندما قدم رجل الأعمال الأمريكي ليون بلاك عرض الشراء النهائي بسعر 120 مليون دولار لتصبح من أغلى اللوحات.

لوحة "ثمانية إلفيس"

في عام 1963، قام الفنان البوب الأمريكي  آندي وارهول ذلك الرسام المميز والفريد بفنه بإنشاء تحفته الشهيرة والتي تعد من أغلى اللوحات "ثمانية إلفيس" ، تتميز تلك اللوحة المميزة بثماني لوحات شاشية للنجم الروك إلفيس بريسلي ، واستمرت هذه اللوحة في ملكية عائلة بيرلينغيري الإيطالية لمدة أربعة عقود قبل أن يتم بيعها بسعر 100 مليون دولار إلى مجموعة خاصة.

لوحة بدون عنوان لجان ميشيل

جاءت لوحة "بدون عنوان" من عالم الفنان الأمريكي جان ميشيل باسكيات في عام 1982 لتثير إعجاب النقاد والمهتمين بالفنون على حد سواء. تتميز هذه اللوحة بتصوير جمجمة على خلفية زرقاء، مع تدفقات من الألوان الأصفر والأبيض والأحمر،ورغم أنها تبدو سهل ويمكن لأأي رسام رسمها بسهولة ألا أنه تم بيعها في عام 2017 مقابل سعر 110.5 مليون دولار، ما جعلها تحقق رقماً قياسياً في عالم الفن ، وتصبح من أغلى اللوحات.

لوحة "الكومات"

تعتبر سلسلة "الكومات" للفنان الإنطباعي الكبير، كلود مونيه، من أبرز أعماله ، وتصوّر هذه اللوحات كومات من القمح في مناظر طبيعية متفاوتة، حيث استمر الرسام مونيه في إنجاز هذه السلسلة من عام 1890 حتى 1891. في عام 2019، بيعت إحدى لوحات السلسلة بمبلغ 117.3 مليون دولار، مما جعلها من أغلى اللوحات فهي أول لوحة إنطباعية تباع بسعر يُقدر أكثر من 100 مليون دولار.

لوحة "مويل دي بل"

في عام 2021، أثارت لوحة "مويل دي بل" للفنان الهولندي الغني عن التعريف فنسنت فان غوخ إعجاب العالم بعدما تخطت توقعات المزادات وباعت بسعر يزيد عن 35 مليون دولار لتتذيل قائمة أغلى اللوحات، حيث لم تكن هذه اللوحة قد عرضت للجمهور لمدة تزيد عن 116 عاماً، مما أضفى عليها قيمة تاريخية كبيرة.

لوحة "حقل قمح مع قبرصي"

ولوحة أخرى رسمها الرسام والفنان العبقري الهولندي فنسنت فان غوخ ، وهي سلسلة من اللوحات التي تصوّر حقول القمح في فرنسا خلال فترة إقامته في مستشفى للأمراض العقلية ، ومن بين هذه السلسلة، تبرز "حقل قمح مع قبرصي"، التي باعت في عام 1993 مقابل سعر 106.9 مليون دولار لتدخل قائمة أغلى اللوحات في العالم ، وقد تمت مشاركتها في المتحف الأمريكي للفنون المتروبوليتان بعد شرائها من قبل ديتر بورله.

الرقم 6 (البنفسجي والأخضر والأحمر)

الرسام مارك روثكو، الفنان التجريدي الأمريكي، كان معروفًا باستخدامه للألوان الكثيرة في أعماله ، وتتكون لوحته "الرقم 6 (البنفسجي والأخضر والأحمر)" من مساحات كبيرة من اللون وظلال غامضة وغير متساوية. رُسِمت في عام 1951، وهي مشابهة جدًا في الأسلوب لأعمال روثكو في تلك الفترة. وتلك اللوحة على رغم من بساطتها التي تجعلك تظن من الوهلة الأولى أن بإمكان طفلك الصغير رسم مثيلتها ألا أنها بيعت بسعر يتعدى المائتي مليون دولار لتصبح من أغلى اللوحان في عالم الفن.