الحقيقة حول فجوة الأجور من شخص رأى راتب الجميع

تُعَد فجوة الأجور من أبرز القضايا المعاصرة التي تثير القلق، إذ تُشير إلى التفاوت في الدخل بين فئات مختلفة مثل الجنس والعرق والمستوى الوظيفي. فرغم التركيز على فجوة الأجور بين الجنسين، إلا أن عوامل عديدة أخرى تزيد من التفاوت. في عام 2023، بلغ متوسط أجور النساء في الولايات المتحدة 82 سنتاً مقابل كل دولار يكسبه الرجال، مع اختلاف كبير حسب القطاع المهني.

تُظهر الأرقام تباين الرواتب بين النساء والرجال في عدة صناعات. الطبيبات يتقاضين نحو 73 % من أجور الأطباء، بينما تحصل النساء في التكنولوجيا على 83 % من رواتب الرجال. في قطاع التمويل، تبلغ النسبة 75 %، وترتفع إلى 90 % في تجارة التجزئة. حتى في المجال القانوني، تتقاضى المحاميات 86 % فقط مما يحصل عليه المحامون الذكور.

عدد سنوات العمل يؤثر بشكل كبير في فجوة الأجور. كل سنة انقطاع عن العمل تخفض الأجر السنوي بنسبة تتراوح بين 3-4 %. على مدى عقود، تؤدي هذه الفجوة إلى خسارة كبيرة في دخل المرأة مقارنة بزميلها الرجل. بالإضافة إلى ذلك، الأعباء المنزلية ومسؤوليات الرعاية، التي تتحملها النساء غالبًا، تحدّ من فرص الترقية وتقلل من إمكانيات الدخل، ما يسبب خسارة تصل إلى 10 % في الأجور.

تتفاقم الفوارق عندما تتقاطع مع عوامل أخرى مثل العرق. النساء السود يحصلن على 63 سنتاً، والنساء اللاتينيات على 55 سنتاً مقابل دولار واحد يكسبه الرجال البيض. تؤدي "العدالة التقاطعية" إلى بروز فجوات أعمق.

للحد من فجوة الأجور، من الضروري تبني سياسات شفافية الأجور، والمساواة في الأجر للعمل المتساوي، وتوفير رعاية أطفال ميسورة، كما في الدول الإسكندنافية. المساءلة المؤسسية من خلال تدقيق الرواتب، ومبادرات التنوع، والتشريعات المُشجِّعة على العدالة ضرورية لتحقيق تقدم ملموس. التوعية المجتمعية والضغط العام يسهمان في إحداث تغيير فعلي في ثقافة العمل ويقربان من تحقيق المساواة في الأجور.