هل ستستمرّ الأرض في التسخّن؟

ADVERTISEMENT

شهد صيف 2023 موجة من الظواهر الجوية المتطرفة، من حرائق غابات واسعة في كندا إلى موجات حر خانقة اجتاحت أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. تعرضت الهند لأمطار موسمية غزيرة، بينما أتى حريق في ماوي على مدينة بأكملها. الأحداث ترتبط بتغيّر المناخ الناتج عن استمرار استخدام الفحم والنفط والغاز، ما يزيد من احتمال الطقس الحاد في المستقبل.

العلماء يؤكدون أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى كوارث أكبر إذا لم يتم الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل عالمي. المعيار الدولي لمنع الكوارث المناخية المرتقبة هو إبقاء الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو هدف وضعته اتفاقية باريس عام 2015، ووقّعت عليه معظم دول العالم للحد من الاحترار دون بلوغ 2 درجة مئوية.

ADVERTISEMENT

بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية، وصلت درجة الحرارة العالمية عام 2022 إلى 1.15 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة. رغم تأثير التبريد المؤقت لظاهرة "النينيا" التي انتهت في مارس 2023، إلا أن تقريرًا صدر في مايو توقّع احتمالًا كبيرًا (66 %) بتجاوز مستوى 1.5 درجة في السنوات الأربع المقبلة بسبب ظاهرة "النينيو" والتغير المناخي بفعل الإنسان. ومع أن التجاوز قد يكون مؤقتًا، إلا أن استمرار الاتجاهات يهدد بتفاقم الظواهر المتطرفة مثل موجات الحر.

لتحقيق هدف الـ1.5 درجة، يجب أن تصل الانبعاثات العالمية إلى مستوى صفر صافي بحلول عام 2050، أي موازنة ما ينبعث من الكربون مع كمية مكافئة يتم إزالتها. الأفراد يساهمون أيضًا عبر تقليل استهلاك المنتجات والأنشطة المرتبطة بانبعاثات عالية، مثل اللحوم والسيارات والتكييف.

ADVERTISEMENT

حتى مع وقف الانبعاثات فورًا، ستستمر درجات الحرارة بالارتفاع مؤقتًا بفعل حرارة مخزنة في المحيطات. لكن يتحقق الاستقرار لاحقًا مع تضافر الجهود. التغيير مطلوب على كافة المستويات، من الحكومات إلى الأفراد، ويتطلب بحق إرادة للمضي نحو مستقبل مستدام.

toTop