لماذا يعد جبل رينييه هو البركان الأمريكي الذي يزعج العلماء أكثر من غيره؟

ADVERTISEMENT

يقف جبل رينيير على ارتفاع 4.3 كيلومتر في ولاية واشنطن، مغطى بالثلوج، ويشغل بال العلماء رغم سكونه منذ ألف عام. لا يخيفهم الثوران، بل يخيفهم «اللاهار»: طين ساخن يجرف الثلج الذائب ويندفع في وادٍ بسرعة القطار.

الحمم تتوقف قرب الفوهة، أما اللاهار فيركض عشرات الكيلومترات حتى يصل إلى البيوت. في كولومبيا عام 1985، اندفع لاهار بعد ثوران نيفادو ديل رويز فابتلع مدينة و23 ألف إنسان. الخليط سميك كالخرسانة الطازجة، ومن يدخله يغرق ولا يخرج.

قائمة المسح الجيولوجي الأمريكية لعام 2018 وضعت كيلاويا في المرتبة الأولى من حيث الخطورة، ثم سانت هيلين، ثم رينيير ثالثاً بسبب اللاهار وحده.

ADVERTISEMENT

سجل العلماء 11 لاهاراً كبيراً خرج من الجبل خلال الستة آلاف سنة الماضية، وبعضهم وصل إلى سهل بوجيه لولاندز. آخر تدفق حدث قبل نحو خمسمئة عام، لم ينتج عن ثوران بل عن انهيار جدار من الصخور المشبعة بالماء، والخطر لم يمت.

دراسة صدرت عام 2022 رسمت سيناريويين: الأول يقذف 260 مليون متر مكعب من الطين على الجهة الغربية، فيصل إلى الأحياء المزدحمة بعد ساعة واحدة بسرعة أربعة أمتار في الثانية. الثاني يسد وادي نيسكوالي ويرفع بحيرة ألدر حتى يهدد سداً يبلغ ارتفاعه مئة متر.

أُنشئت شبكة إنذار من اللاهار عام 1998، وتم توسيعها بعد 2017 لتضم عشرين موقعاً تحمل مستشعرات GPS وكاميرات وأجهزة قياس زلزالية ترسل البيانات فور حدوثها. النظام يفرّق بين الزلزال العادي وانهيار التربة أو بداية اللاهار.

ADVERTISEMENT

في مارس الماضي، شارك 45 ألف تلميذ في أكبر تمرين إخلاء عالمي من اللاهار، انطلق من بويالوب وأورتينج وقرى مجاورة. سار 13 ألف تلميذ مسافة 3.2 كيلومتر سيراً على الأقدام إلى أرض مرتفعة، لتعويد الناس على طريق النجاة حين يأتي الطين الساخن.

toTop