الإبحار في الفوضى: من الفوضى إلى الاستقرار في الحياة

ADVERTISEMENT

الفوضى جزء ثابت من حياة الإنسان، تظهر حين ينعدم الترتيب ويصبح المستقبل غير قابل للتخمين، فيولد ذلك قلقاً وتوتراً. لكن فهمها يساعد على تحسين الحياة. أصل الكلمة يوناني ويعني الفراغ، وفي العلم تشير نظرية الفوضى إلى أنماط تبدو عشوائية لكنها ناتجة عن قواعد صارمة تتأذّى بتغيّر بسيط في البداية. نلمس الفوضى يومياً في الحوادث المفاجئة وفي مشاعر متعارضة داخلنا.

الحياة تحمل دائماً بذور فوضى: خارجية كالزلازل أو الانهيار الاقتصادي، وداخلية كالاضطراب النفسي أو تقلب العلاقات. الإقرار بأن بعض الفوضى غير قابل للإزالة شرط لاكتساب مرونة. حياة بلا ترتيب تُضعف تنظيم الأولويات وتُخفي الأهداف، فيتراكم الإرهاق وتتأذّى الصحة والعلاقات.

ADVERTISEMENT

لا يوجد إزالة تامة للفوضى، لكن يُتاح السيطرة عليها بخطوات عملية. أولها: اليقظة الذهنية التي تركز الانتباه على اللحظة وتُخفّ القلق، ثم إدارة الوقت عبر ترتيب الأولويات ووضع أهداف واقعية، وبناء شبكة أصدقاء وأهل توفر دعماً ثابتاً، والتخطيط التكيفي الذي يقبل التعديل حين تتغير الظروف. يبقى الاهتمام بالجسم: طعام صحي، نوم منتظم، حركة يومية.

الاستقرار لا يعني جموداً، بل القدرة على الحفاظ على التوازن أثناء التغيير. يتطلب تحديد أهداف واضحة تُعطي الحياة معنى، تثبيت روتين يومي يخلق بيئة منتظمة، ووضع خطة مالية تمنع الضغط المفاجئ. يساعد تعلّم مهارات جديدة والمشاركة في عمل جماعي على الشعور بالانتماء وتحقيق توازن داخلي.

ADVERTISEMENT

الفوضى واقع لا مفر منه، وقد تحمل فرصاً للنمو. لكن تركها تتفاقم يؤذي الإنسان. بمجرد أن يفهم الإنسان طبيعتها ويستخدم أدوات فعالة، يقلل من ضررها ويصل إلى استقرار نفسي واجتماعي، فيعيش حياة متوازنة ومرضية.

toTop