النيل: شريان الحياة في أفريقيا وأطول نهر في العالَم

يُعد نهر النيل من أبرز ملامح أفريقيا الجغرافية والبيئية والثقافية، وظل قلب الحضارة منذ آلاف السنين. ينبع النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا، بينما يبدأ النيل الأزرق وفرعانه الآخرون في مرتفعات إثيوبيا، حيث يضيفون حجمه إلى مجرى النهر. تمد بحيرة فيكتوريا النهر بنحو 80٪ من حجمه، أي حوالي 2800 متر مكعب في الثانية.

يبلغ طول النيل نحو 6650 كيلومتراً، فيُعتبر الأطول عالمياً، لكن نهر الأمازون ينافسه على اللقب بحسب طريقة القياس. يجتاز النهر إحدى عشرة دولة أفريقية: مصر، السودان، إثيوبيا، أوغندا، كينيا، تنزانيا، رواندا، بوروندي، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإريتريا، ويمر خلالها عبر بيئات تتنوع بين الغابات المطيرة والصحارى.

يعيش في حوض النيل نحو 450 مليون إنسان يعتمدون على موارده. تشهد دول المنبع، مثل إثيوبيا وأوغندا وكينيا، ارتفاعاً في الطلب على مياه النهر، خصوصاً للطاقة والري، مما يولد توترات مع دولتي المصب، مصر والسودان، اللتين تعتمدان على النيل لتأمين احتياجاتهما المائية.

يختلف حجم المياه في النيل باختلاف المواسم؛ يرتفع بين حزيران وأيلول ليصل أحياناً إلى أكثر من 5000 متر مكعب في الثانية، وينخفض في أشهر الجفاف. يتأثر هذا التغير بتقلبات المناخ وبناء السدود والزراعة الواسعة.

تعاني بيئة حوض النيل من تلوث المياه، وتدهور التربة، وتأثير المشاريع الضخمة على مجرى النهر، ما يضر بالتنوع البيئي وسبل عيش السكان.

يظل النيل محور صراعات سياسية واقتصادية، خصوصاً مع مشاريع ضخمة مثل سد النهضة الإثيوبي. أُطلقت مبادرات مثل «مبادرة حوض النيل» لتعزيز التعاون الإقليمي، لكن الخلافات حول تقاسم المياه والمشاريع التنموية لم تُحسم. يحتاج الأمر حواراً إقليمياً شاملاً واتفاقاً قانونياً دائماً لضمان أمن المياه.

تجدد النزاعات حول النيل تُبرز ضرورة إدارة المياه بشكل مشترك وعادل، لضمان سبل العيش والسلام بين شعوب الحوض في المستقبل.