اكتشف المستحيل: تحويل الصحاري إلى غابات كثيفة – حلم أم حقيقة؟

يهدف مفهوم تخضير الصحراء إلى تحويل المناطق الصحراوية وشبه القاحلة إلى مساحات خضراء تُستغل بيئيًا وزراعيًا. تسعى المبادرات إلى مكافحة تغيّر المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي، وتُستخدم في استصلاح الأراضي وتحسين الاقتصاد المحلي.

أحد أبرز المشاريع هو مشروع غابة الصحراء الكبرى في منطقة الساحل وإريتريا، الذي يعمل على الحدّ من التصحّر ومنع موجات الجفاف، مما ينعكس إيجابًا على المناخ وحياة السكان المحليين.

لتنفيذ الهدف، تُستخدم عدة تقنيات، أهمها تأمين المياه عبر الري والمياه الجوفية والمياه المجمّعة من الهواء، إلى جانب تطوير تقنيات لتقليل استهلاك المياه، مثل المواد الحافظة للرطوبة وتقنيات إعادة الاستخدام.

في المغرب، تُستخدم مياه الصرف الصحي المعالجة في الري لتخضير المناطق الجافة. تلعب مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح دورًا مهمًا، إذ تُساهم في تحسين المناخ المحلي برفع الرطوبة ودرجة الحرارة في المناطق المحيطة، بل وزيادة هطول الأمطار أحيانًا.

عامل أساسي في تخضير الصحراء يتمثل في تحسين التربة، إذ إن الرمال الصحراوية تفتقر إلى العناصر اللازمة لنمو النباتات. يُعد إدخال الكربون البيروجيني أحد الحلول الناجعة لتحسين خصوبة التربة، بما يشمله من الفحم والسخام، ويساعد في استعادة التربة المتدهورة.

تشمل الطرق الأخرى لتحسين التربة تعديل درجة الحموضة، وزيادة نسبة الطين، وتقنيات إزالة التلوث. باستخدام تربة مناسبة، يُزرع نباتات محبة للملح تتحمل الظروف القاسية. تلعب الممارسات الزراعية المستدامة دورًا أساسيًا لضمان استمرارية خصوبة التربة، مثل الزراعة المائية وتناوب المحاصيل وتقنيات الحفاظ على التربة من التآكل.