معضلة الصحراء: هل الصحارى حيوية لتوازن كوكبنا؟

ADVERTISEMENT

تُثير كلمة "الصحراء" صورًا نمطية لمناطق خالية من الحياة تغمرها الرمال، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أنها بيئات جافة بيئيًا واقتصاديًا. غير أن الصحارى تمثل نظمًا بيئية فريدة تلعب دورًا حيويًا في توازن كوكب الأرض.

توجد أنواع متعددة من الصحارى، أولها الصحارى الساحلية التي تقع على السواحل مثل صحراء أتاكاما، تليها الصحارى الحارة والجافة مثل الصحراء الكبرى، وهي من أكثر المناطق تطرفًا. توجد أيضًا الصحارى شبه القاحلة مثل صحراء الحوض العظيم، ثم الصحارى الباردة التي تعاني من جفاف شديد رغم درجات الحرارة المنخفضة، كصحراء جوبي.

ADVERTISEMENT

تغطي الصحارى ما يقارب سدس اليابسة وتنتشر في جميع القارات. رغم قسوة بيئتها، فإنها موطن لأنواع نباتية وحيوانية متفردة لا تعيش في أماكن أخرى، وهذا يجعلها ضرورية للحفاظ على التنوع البيولوجي. يعيش فيها حوالي 6 % من سكان العالم، كثير منهم ضمن مجتمعات بدوية طورت أنماطًا معيشية ملائمة للبيئة الصحراوية.

الصحارى تُعدّ مصارف رئيسية للكربون، إذ تخزّن قرابة تريليون طن متري، وهذا يجعلها عاملًا مهمًا في مواجهة التغير المناخي. تسهم الرمال الصحراوية، خصوصًا من الصحراء الكبرى، في تغذية التربة في مناطق بعيدة مثل غابات الأمازون عبر انتقالها بواسطة الرياح، مما يدعم التنوع البيولوجي هناك.

ADVERTISEMENT

رغم فوائدها، تتعرض الصحارى لضغوط بشرية نتيجة استغلالها لتعدين الموارد والطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تدهور كبير في نظامها البيئي. التوسع المناخي والجغرافي للصحارى يُعد خطرًا بيئيًا، لكن فقدانها بالكامل سيكون كارثة تؤثر على التنوع الحيوي، مليار شخص، والاقتصاد العالمي.

تشير الأدلة إلى أن للصحارى أهمية كبرى في موازنة الطبيعة وحماية الكوكب، وهذا يجعل الحفاظ عليها ضرورة بيئية واجتماعية واقتصادية.

toTop