الخوف من الصواريخ النووية: هل سيؤدي استهدافها إلى انفجار؟

ADVERTISEMENT

يقول المثل «السم يهزم السم» إن تهديدًا يُقابل بتهديد مثله، لكن المثل لا ينفع مع الأسلحة النووية. صور الحروب الخيالية التي ترعرعنا عليها تبدو بسيطة، بينما الواقع أشد تعقيدًا وخطورة؛ إطلاق سلاح نووي يتطلب خطوات دقيقة متتابعة، يصعب حدوثها بالصدفة أو بمجرد إصابة صاروخ.

نظرًا، يُفترض أن القنبلة تنفجر إذا أصابها صاروخ، لكن الواقع يقول إن الاحتمال صغير جدًا لأن تصميمها معقد. تحتاج القنبلة إلى «كتلة حرجة»، أي كمية مادة انشطارية تكفي لبدء تفاعل متسلسل. يتم الوصول إلى تلك الحالة بضغط المادة النووية بمتفجرات تقليدية تنفجر في آنٍ واحد ومن كل الجهات، وغالبًا يُدمج الانشطار مع الاندماج لزيادة القوة التدميرية.

ADVERTISEMENT

تعمل الأسلحة النووية الحديثة بيورانيوم أو بلوتونيوم، وتُبنى لتبقى دون حرجة حتى لحظة التفعيل المقصود. نوعا التفاعل الأساسيان: انشطار نوى ثقيلة ينتج طاقة، واندماج نوى خفيفة تحت حرارة وضغط عاليين يكوّن نوى أثقل ويطلق طاقة أكبر. تُستخدم تركيبة من الاثنين في القنابل الحرارية.

عمليًا، بدأت القنابل قنابل جوية تُلقى من الطائرات، أما اليوم فهي رؤوس داخل صواريخ باليستية عابرة للقارات تحمل شحنات متعددة. اعتراض الصاروخ أمر شاق، لكنه ممكن على الورق أثناء مرحلة التعزيز قبل أن يبلغ سرعته القصوى.

اختراق الرأس الحربي بالكامل صعب، لكن ضربة موضعية دقيقة تكفي لإرباك التناسق المطلوب للانفجار، فتُعطل القنبلة دون أن تنفجر. مع ذلك، تتسرب مواد إشعاعية وتلوث مساحة واسعة من موقع الاصطدام.

ADVERTISEMENT

تاريخيًا، اقترب العالم مرارًا من حوادث قريبة من الانفجار، لكن لم تقع أي تفجير عرضي. لذلك يبقى احتمال انفجار قنبلة نووية أثناء اعتراضها ضئيلًا جدًا، ويظهر أن قول «السم يهزم السم» لا ينطبق على ميدان الأسلحة النووية رغم بريقه النظري.

toTop