تأثير الواقع الافتراضي على المجتمعات والأشخاص حول العالم

ADVERTISEMENT

انتشرت تقنيات الواقع الافتراضي بسرعة، فزاد القلق من تأثيرها على جودة التواصل بين البشر، خصوصًا بعد دخول أجهزة مثل Oculus Quest2 من شركة ميتا وSony PlayStation VR إلى عالم الألعاب والتواصل الاجتماعي. تلك الأجهزة تنقل المستخدم إلى بيئة مختلفة تمامًا عن الواقع، مما يدفع الناس للتساؤل: هل هي مفيدة أم ضارة لنا ولأطفالنا؟

الواقع الافتراضي له تأثيران متعارضان؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبي. الجانب الإيجابي يظهر في دعمه لأنماط حياة صحية ونشطة، إذ تُستخدم تلك الأجهزة لتحفيز الأفراد على ممارسة الرياضة داخل المنازل، مثل الجري أمام مشاهد طبيعية افتراضية، كما تتيح لعشاق الرياضة متابعة المباريات افتراضيًا دون الحاجة للتنقل، خاصة كبار السن.

ADVERTISEMENT

ساهمت التكنولوجيا أيضًا في تطوير مجال الهندسة المعمارية، حيث تسمح للمهندسين والعملاء بمحاكاة التصاميم واختبارها بشكل واقعي عبر نظارات الواقع الافتراضي، مما يغني عن النماذج المصغرة ويوفر وقتًا وجهدًا كبيرين. أما في قطاع الترفيه، فقد جعلت التقنية تجربة الألعاب أكثر انغماسًا من خلال الرؤية بزاوية 360 درجة، مما زاد الإثارة والتفاعل بين اللاعبين.

على الجانب الآخر، هناك تأثيرات سلبية واضحة. أظهرت دراسات أن الأطفال الذين يستخدمون نظارات الواقع الافتراضي يعانون من عزلة اجتماعية وابتعاد عن التفاعل مع العالم الواقعي، مما يقلل من فرصهم في اكتساب المهارات الاجتماعية والخبرات اليومية.

ADVERTISEMENT

من الناحية الصحية، تسبب النظارات جفاف العين والصداع بسبب قرب الشاشات وإشعاعاتها، كما قد تؤدي إلى الغثيان أو الدوخة نتيجة تباين الإحساس الحركي بين الجسم والعقل. الاستخدام المفرط للواقع الافتراضي يضعف القدرة على التفاعل مع الواقع، ويزيد من الانطواء والعزلة.

في النهاية، ورغم أن الواقع الافتراضي أصبح جزءًا من حياتنا وليس مجرد خيال، فإن تأثيره على الفرد - سواء بالإيجاب أو السلب - يعتمد بشكل كبير على طريقة الاستخدام وعلى التوازن بين العالم الحقيقي والافتراضي.

toTop