الآن، وبعد مرور 52 عاماً، لا يزال هذا الموقع المعروف باسم "بوابة الجحيم" مشتعلاً.

ADVERTISEMENT

في قلب صحراء كاراكوم الواسعة بتركمانستان، تشتعل فجوة من الغاز منذ عام 1971 قرب قرية دارفازا الصغيرة. حدثت الفجوة حين حفر جيولوجيون سوفييت بئرًا فوصلوا إلى كهف غازي، فانهارت الأرض وبدأ الغاز بالتسرب. أشعل الفريق التسرب لمنع انتشار الغازات السامة، وظنّوا أن النار ستنطفئ خلال أيام، لكنها استمرت مشتعلة أكثر من خمسين عامًا.

تبعد الحفرة نحو 3-4 ساعات عن عشق آباد، وأصبحت من أبرز المواقع السياحية في البلاد. يبلغ قطرها 70 مترًا وعمقها 30 مترًا، وتبدو كفتحة عميقة تخرج منها ألسنة لهب بسبب تسرب الغاز المستمر. المشهد الناري منحها اسم "بوابة الجحيم".

ADVERTISEMENT

في عام 2010، اقترحت الحكومة التركمانية تقليل تأثير الحفرة على استخراج الغاز في المنطقة. وفي 2022، أعلنت الحكومة نيتها إطفاء الحفرة بسبب أضرارها البيئية والصحية، وشُكّلت لجنة لاختيار التقنية المناسبة، لكن النار ما زالت مشتعلة حتى الآن.

في عام 2013، نزل المغامر جورج كورونيس إلى قاع الحفرة، ضمن مشروع علمي دعمته قناة ناشيونال جيوغرافيك، لجمع عينات أرضية لاستكشاف أشكال الحياة في البيئة القاسية. استخدم معدات مقاومة للحرارة العالية والغازات، وسُجّلت التجربة بالكامل.

أظهرت الدراسات وجود كائنات دقيقة داخل الحفرة تنتمي إلى فئة "المحبّات للظروف المتطرّفة"، تتحمل درجات حرارة مرتفعة وبيئات فقيرة بالعناصر الغذائية. أثار ذلك تساؤلات حول احتمال وجود حياة في بيئات مشابهة على كواكب أخرى.

ADVERTISEMENT

ليست دارفازا الظاهرة الوحيدة من نوعها؛ إذ تشتعل نيران طبيعية في يانارتاش التركية منذ آلاف السنين بسبب تسرب غاز الميثان، وكذلك في "شلالات الشعلة الأبدية" بنيويورك، و"بابا كركر" قرب كركوك في العراق، وهي شعلة لم تنطفئ منذ العصور القديمة.

toTop